الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

جاد غصن يكشف المستور

في التنصُّل من عقد بلومبيرغ.

 

وأخيرًا كشف الزميل جاد غصن المستور في قضية عقده مع تلفزيون “الشرق بلومبيرغ”، والذي تنصَّلت منه القناة بأسلوب أقل ما يُقال عنه أنه معدوم المهنيَّة، لا بل يفتقد إلى أبسط قواعد التعامل بين المتعاقدين، بحيث لم تقتصر تداعياته على جاد وحده بل كادت تطال بعض الزملاء ممن لديهم تاريخهم الطويل في العمل الإعلامي، ومع نفس الجهة التي كشفت اليوم حقيقة كونها أقرب لشبكات تتغطَّى بالإعلام وهي في الحقيقة ذات أهداف ترويجية لسياسات مشبوهة يبدو أن سياسة التطبيع والتحالف مع العدو ليست ببعيدة عن هذه السياسة…

جاد غصن أطلَّ بالأمس في عرينه المعتاد ضمن قناة “الجديد” عبر برنامج “وهلق شو” مع الزميل جورج صليبي ليوضح بداية أنه قد وصل إلى حسم قضية هذه “النقلة” التي سبق وأعلن عنها من لبنان إلى الإمارات العربية المتحدة، ومن شاشة “الجديد” إلى شاشة “بلومبيرغ الشرق” التي هي قيد التأسيس في الإمارات، ولو أن الحسم جاء من الطرف الآخر، وذلك على خلفية الهجوم العنيف الذي تعرَّض له بمجرد الإعلان عن هذه الخطوة، وهو هجوم بدأ على جبهتين: محليَّة، وإقليمية…أما وسائل الهجوم عليه فقد اعتمدت على “نبش” تغريدات له ينتقد فيها بعض المحطات الفاضحة في سياسات ما كان بالإمكان لإعلامي بحجم غصن أن يتجاهلها، وفي مقدمها قضية اختطاف رئيس حكومة لبنانية وإجباره على الاستقالة، كذلك الأمر بالنسبة لعملية اغتيال إعلامي كبير(جمال خاشقجي) في تركيا، هذه التغريدات التي نصحه بعض “الأصدقاء” بحذفها من صفحاته، لكنه رفض معتبرًا أن عدم مروره على هاتين المحطتين تجعله كإعلامي غير أهل للثقة أو للعمل في الموقع الذي يستحقه….

وهنا يقف غصن عند التصرف المعاكس الذي قام به إعلامي بحجم علي جابر، هو منذ زمن يعيش في الإمارات وبين إعلامييها، لكنه سارع لحذف تغريدة لا يوجد فيها سوى عبارة ترحيب بزميل لبناني، والحذف جاء فقط من باب واجب الطاعة لولي الأمر الذي وضع اسمه واسم مدير المحطة نبيل الخطيب (فلسطيني الجنسية) على قائمة “الشبهة” ربما باعتبارهم عملوا على تسلُّل “عدو” إلى “الشرق بلومبيرغ” هو جاد غصن، الذي عُرف ومنذ بدايته بمصداقيته وحياده وموضوعيته ومهنيته في انتقاد الجميع كما في توجيه التحية لمن يستحقها…

جاد غصن الذي وصفه البعض، وللأسف من الموتورين اللبنانيين، برجل إيران أو عدو السعودية لطالما كانت مواقفه عكس ذلك… وأقول هنا أنه لو قُيّد لغصن أن يتلقى عرضًا من تلفزيون تموّله إيران لما بذل هؤلاء أنفسهم (بوق المستقبل فادي سعد وبوق القوات اللبنانية سابين يوسف وبوق من يدفع أكثر ماريا معلوف) جهدًا أكبر لإيجاد 99 تغريدة له تنتقد إيران وحلفائها، مقابل التسع تغريدات التي اعتمد هؤلاء الثلاثة عليها للوشاية به عند أرباب نعمتهم من السعوديين أو الإمارتيين أو غيرهم…

غصن أشار لعدم معرفته بداية بفادي سعد وأهدافه، أما ما كتبته سابين حوله، فقد ذكَّرها بأنها صاحبة عقد التراضي بـ15 مليون ليرة كأجرة عمل لثلاثة أشهر، لم تُعرف طبيعته مع الإذاعة اللبنانية في عهد وزير إعلام القوات اللبنانية ملحم الرياشي. أما الكلام المناسب فقد ورد برسم ماريا معلوف حيث قال:

  • إن من نكد الدهر أن تقوم واحدة كماريا معلوف بتقييمي إعلاميًّا… انا مع كل من ينتقدني، لكن أن تشارك معلوف في حملة ضدي من باب الارتهان للآخرين فأنا أسألها وهي التي تنظم اليوم قصائدها لأمراء المملكة العربية السعودية بعدما سبق لها وكتبت أشعارًا لـ”حسن نصرالله” ها أني أقدم كشوفات حسابي التي لا تزيد عن 3آلاف دولار محجوزة كما هي حال أموال اللبنانيين في أحد المصارف، فهل بإمكانها تقديم كشف لثروتها اليوم؟ لكن بعيدًا عن ذلك أقول لها إن عقدي هذا مع الشرق كان براتب شهري هو عشرة آلاف دولار، وأنا على يقين أنني لو أعطيتها راتب شهر كهذا  لجعلت مني “صلاح الدين الأيوبي”.

يبقى أهم ما كشفه غصن فهو العقد الموقَّع معه، والذي حاولت القناة ومديرها الخطيب، بعد الهجوم العنيف عليهما من مغردين وناشطين وحتى أمراء ومسؤولين، الإيحاء بعدم وجوده وبأن غصن أعلن عن عقد كان ما يزال قيد التفاوض، وكأنهم يقولون إنه قد تهيّأ له وجود عقد، متناسين أنهم أنفسهم عادوا وقالوا إن عدم اتمام العقد يعود للنقص في أوراق ووثائق دون تحديد طبيعتها…

أخيرًا يقول غصن إنه، وبعد الحملة التي شُنَّت عليه من الإمارات والسعودية، فقد بات مقتنعًا أنه لم يكن ليستمر في مؤسسة كهذه، خصوصًا وأن موقعه فيها كان بعيدًا عن السياسة بمفهومها السائد، وقد استُعين به كصاحب رؤية اقتصادية قد يغوص في تقديم تقارير حول اقتصاد المنطقة في هذا الزمن بوجود كورونا مثلًا أو بوجود هذه الانهيارات الاقتصادية العامة، ورغم ذلك فهذا ما فعلوه به… فكيف كانوا سيتعاملون معه لدى طرح أي قناعة من قناعاته التي تختلف حتمًا مع توجهاتهم وسياساتهم في بلدانهم وفي المنطقة؟!…

Print Friendly, PDF & Email
Share