“سيب وانا سيب” كوميديا خفيفة وممتعة.
تستحق المتابعة بما لها وما عليها.
=============
كتب: مالك حلاوي.
=============
وفي الحلقة العاشرة اكتملت اللعبة ولم تكتمل، بل ربما عادت إلى حيث انتقلت من نقطة الصفر، فقد استفاق هيمة، أو ابراهيم الحسيني (أحمد صلاح السعدني) ليجد عروسه بلبلة؛ أو نبيلة؛ أو بيلا (هنا الزاهد) قد هربت مجددًا إلى حيث تسوقها أحلامها الكبيرة كما سبق وفعلت قبل خمس سنوات وانتهى بها الأمر من شابة فقيرة في حارة شعبية مصرية إلى مؤثرة وفاشينستا وبلوغر،
والأهم نجمة فاحشة الثراء، وعلى أهبة الزواج من نجم لبناني كبير (كارلوس عازار)، لكن عودتها لتسوية أوضاعها مع أسرتها ومع عقد قرانها، الذي اعتقدته بحكم المنتهي خلط كل الأوراق لتعود إلى حبها الأول وحنينها وعفويتها..
هذه هي أحداث “سيب وأنا اسيب” والتي تدور ضمن أجواء كوميدية ( لايت كوميدي) على امتداد عشر حلقات، وبمجرد القول أنني شاهدتها على امتداد يوم ونصف عبر منصة “شاهد” تكون اللعبة قد حققت النجاح المطلوب ككوميديا خفيفة نحن بأمس الحاجة إلى مثيلاتها في هذا الزمن الضاغط…
فبعيدًا عن البحث عن مصدر هذه الكوميديا أو ما يشبهها في أفلام أو مسلسلات سابقة، وجدت دون أدنى تحفظ أن ما كتبته رنا أبو الريش متفرد وله خصوصيته التي نقلتنا في حوارات ومواقف طيلة حلقاتها العشر من الابتسامة الخفيفة بما فيها من قبول ورضا إلى الضحكة المفعمة بالتفاؤل، دون أن ننسى بعض الاستعراضات الخفيفة والسريعة وكلها، ذات فرادة وخصوصية اعتادتها الكاتبة، بحيث أن الصراع عندها بحد ذاتها تمت صياغته بخفة ليكون صراعًا عابرًا، لزوم سياق اللعبة والأحداث، نعود بعده بلحظات إلى الأجواء الممتعة التي تحكمها طبيعة المسلسل الكوميدي.
حتى الموقف التراجيدي عالي الوتيرة الذي أحدثته حكاية اكتشاف نبيلة لوفاة صديقتها وتوأم روحها سارة (هنادي مهنى- ضيفة شرف) وكان موقفًا محكم البناء لإحداث النقلة من صراع “بيلا” مع “هيما”، لا بل صراعها مع نفسها ومحيطها كصحوة حنين للماضي، بما فيه من علاقات إنسانية لا يمكن شطبها بجرّة قلم، جرى تجاوز هذا الموقف بجلسة سمر بين صديقات الأمس لتسلك حياة “الفاشينستا” مسارها الجديد على أرض الواقع.
شخصيًا لم تُمتعني كثيرًا كوميديا أحمد سلطان، رغم أنني ممن أحبوا بدايته، وربما لما بدا لي إقحامًا لشخصيته في سياق الأحداث، بحيث شعرت أن الجزئية التي صيغت لرحلته للمتابعة والتجسس على “بيللا” كان بالإمكان حذفها دون أي تأثير على سياق العمل، أو لأنها بداية ما تزال يانعة ولم تكتمل لحصوله على فرصة كهذه في عمل يجمع كمًا من المواهب الأكثر خبرة وحضورًا وفي المجال الكوميدي تحديدًا: محمد جمعة (الصديق المحامي)، محمود البزاوي (والد نبيلة)، محمود السيسي (الصديق-الكوافير)، عارفة عبد الرسول (والدة نبيلة)، يارا جبران، ساندي، دنيا سامي، فاطمة الكاشف، آية سماحة وغيرهم من أبطال العمل، بالطبع إلى جانب الظهور الخاص والمميز للنجم اللبناني كارلوس عازار، وضيف الشرف نبيل نور الدين.
وبالعودة إلى أحداث العمل ومما أوحت به نهايته، يبدو واضحًا أننا بصدد الجزء الثاني من “سيب وانا سيب” وربما أكثر من جزء، نتمنى أن نتابعه بشغف كما هي الحال مع الجزء الأول هذا.
“سيب وأنا سيب” من إﻧﺘﺎﺝ صادق الصباَّح وشركة سيدرز آرت برودكشن (صبَّاح إخوان) إخراج وائل إحسان.