الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

كفاح الخوص بطل أول في “تاج”.

 

أما منى واصف فـ”قصة كبيرة”.

 

==============

كتب: مالك حلاوي.

==============

 

صحيح أن قائمة الممثلين في مسلسل “تاج” واسعة وفيها من الطاقات أكثر من اسم  يُحسب له ألف حساب، ويمكن الوقوف عنده، من تيم حسن”تاج الدين الحمّال” وبسام كوسا “رياض بيك الجوهر” وصولًا إلى أندريه سكاف “الخواجة” مرورًا بجوزيف بو نصار ” الكولونيل الفرنسي” وموفق الأحمد “الصابوني” وغيرهم…. لكني رأيت ومع مشاهدتي للحلقة الأخيرة، أن ما كان يدور في ذهني حول أهمية أداء هذا الممثل العريق وإلمامه بكل تفاصيل شخصيته يتكرّس بالمزيد من القناعة مع حلقة معقودة البطولة برأيي له، من هنا ومن بالغ الأهمية الوقوف عنده.. إنه كفاح الخوص بشخصية “الصحفي سليم”.

الخوص برأيي كان البطل الرديف لا بل الند لتيم حسن، لدرجة أنه وفي بعض المحطات نال الحيّز الأكبر من المساحة كممثل ساعده في ذلك صياغة الكاتب لشخصية فيها من الآفاق الرحبة ما يتيح للممثل الممثل الارتقاء والتحليق بالشخصية في أكثر من موقف درامي…

فهو المناضل الصلب، والذي لا يُساوم أو يهادن، وهو المفكّر المنغمس في القضية حتى أذنيه، وهو العاشق الذي لا وقت لديه للعشق، اذا ما تضارب ذلك مع أهدافه ومساعيه الوطنية، وهو الجريح والشهيد الحي وهو كل ذلك وأكثر بمشاعره وعواطفه وإقدامه ودون أدنى انفصال عن شخصيته المرسومة على امتداد الحلقات، أو على امتداد الحقبات الزمنيٰة التي غطاها مسلسل “تاج”، منذ الحرب العالمية فالاحتلال الفرنسي فمراحل ما كان يُسمى بالانتداب الفرنسي، حتى وصول الند الإنكليزي للاحتلال الفرنسي وصولًا إلى الجلاء.

وكما يليق بهكذا فنان، أنصفته الحلقة الأخيرة بإعطائه المساحة المطلوبة من الحدث وبخطوط متوازية مع بقية “أبطال العمل”.

وبعيدًا عن هذا الأمر،  لكن في حيّز التمثيل أيضًا، لا يمكن لمن يشاهد الحلقة الأخيرة إلا الانحناء لكل من صاغ وجود الكبيرة منى واصف في هذا العمل وبمشهد واحد قبل عدة حلقات، لتكتمل في هذا الحلقة وكأنها واحدة من بطلات العمل فكان الحدث الأساس لختام هذه الدراما مشغول بعناية من خلال التصويب على شخصيتها وتحقيق طلبها من قبل رئيس الجمهورية( شكري القوتلي)- باسل حيدر وكانت الدمعة التي احتبست في مآقيها هي الدلالة على أننا أمام منى واصف عملاقة الدراما العربية التي عهدناها.

Print Friendly, PDF & Email
Share