الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

الكابتن فؤاد شرف الدين بخير.

 

أما العلَّة فهي ببلد لا يحترم مبدعيه!

==============

كتب: مالك حلاوي.

==============

آثرت على نفسي منذ فترة تجنب الدخول في مهاترات ما يعانيه الفنانون في لبنان، وبصورة خاصة أهل الدراما عمومًا والممثلون بوجه خاص من معاناة، ونحن قد عشنا أمثلة لا تُحصى لارتباط حالاتهم الصحيَّة بالحالة الماديَّة منذ زمن الراحل شفيق حسن “الدروندي” حتى الصديق فادي إبراهيم، الأكثر حصانة كما كنا نعتقد ضد “الحاجة المادية” لتاريخه الفني المنتج وعلى امتداد العقود الأخيرة…

واليوم تبرز قضية الصديق الأكثر صلة بي والذي تربطني به علاقة متينة قد لا يعرفها كثيرون ولكن الأكثر هم على دراية بأن هذه العلاقة تمتد لعقود من الزمن، وهي علاقة شخصية وعائلية لا حدود لها بيننا، ورغم ذلك، كثيرون تداولوا أخيرًا حالته الصحيَّة، بينما كعادتي آثرت البقاء جانبًا، مكتفيَّا بما أنا على ثقة به من تولي الصديق المشترك النقيب نعمة بدوي لملفه، كما لملفات كل الممثلين بحكم موقعه….

اليوم فؤاد شرف الدين (الكابتن) والنجم السينمائي الأول دون منازع في لبنان وهذا الكلام أقوله وقلته دون حرج، فعنوان نجم سينمائي لبناني أول وكبير لا ينطبق سوى على فؤاد شرف الدين، مع تقديري لكل من حمل هذا اللقب “نجم سينمائي لبناني” قبله وبعده… وأقول ذلك ليس لاستعراض موقعه ونجوميته، بل لحسم المسألة التي أريد الوصول إليها، باعتباره أحد المبدعين اللبنانيين الكبار ممن ينبغي للجهات الرسمية اللبنانية احتضانه وعدم تركه لمصيره في حال وصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى نظرة تقدير لا نظرة عطف…!

“الكابتن” هو لقب حمله فؤاد شرف الدين ليس كممثل فقط، بل كرمز لهيبة الدولة اللبنانية يوم كانت هذه الدولة مستهدفة من المليشيات والعصابات والطامعين بالسلطة، ودفع ثمن ذلك الكثير من نجوميته ومن معنوياته..

لن استعرض أكثر لأن الواقع اليوم هو للقول فقط: جنِّبوا “الكابتن فؤاد” ما سبق وألمحت إليه من أمثلة قليلة على أن هؤلاء المبدعين من حقهم (ليس الحصول على علاج فحسب) بل الحصول على أفضل علاج وأفضل رعاية وأفضل عناية طبيَّة، وإلى كل ذلك أفضل حياة كريمة في منزله وفي تنقلاته وفي حياته الأسرية وحياته الاجتماعية والعملية في آن…

في الخلاصة فؤاد شرف الدين خرج من المستشفى، لكن بوجود “ورم غير عُضال” في رأسه، وأكرِّر “ورم حميد”، لكن لا بد من استئصاله وبأسرع وقت، وهو الآن مع ابنته جمانة يتابعان موعد إجراء العمليَّة، ما يضع الكرة في ملعب وزارة الصحة اللبنانية دون غيرها أولًأ، وحسب معلوماتي، الوزارة على علم وهناك متابعة حثيثة من قبل المولج بالأمر (جوزيف الحلو) وفي تواصل مستمر مع النقيب بدوي، لكن ما يتبقى هو معرفة كل ما أمكن من ظروف الكابتن المحيطة، والسعي لتكون بأحسن حالاتها، وإلا فإننا مضطرون للقول إن فؤاد شرف الدين والفن والفنانين في لبنان بخير لكن العلة في “النظام العام” الذي لا يرعى مبدعيه!

Print Friendly, PDF & Email
Share