الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

 من إلياس الحصروني إلى باسكال سليمان.

 

 

ومن بنت جبيل إلى جبيل.

هكذا تستدرج القوات وأبواقها الفتن.

 

قبل أكثر من سنة كادت تشتعل جنوبًا على خلفية وفاة عضو المجلس المركزي والمنسِّق السابق لمنطقة بنت جبيل في القوات اللبنانية إلياس الحصروني، بحادث سير في بلدته عين إبل قضاء بنت جبيل-محافظة النبطية، عندما علت أصوات “قواتية” تطالب بمزيد من التحقيقات وتوزِّع الاتهامات وتتجاوز حتى اعتراف أسرته بعدم وجود أية دوافع سياسية في حادثة وفاته…

اليوم كادت، لا بل بدأت نفس بوادر إثارة الفتن في منطقة لا تقل حساسية، وهي بلدة جبيل، وهذه المرة مع منسِّق مدينة جبيل في محافظة جبل لبنان باسكال سليمان، الذي أُعلن صباحًا عن اختطافه، وبدأت نفس الأبواق بنشر الاتهامات ودائمًا باتجاه واحد، وتصويب محدَّد لهدفٍ محدد ومعروف، حتى أن بعضهم اصدر أحكامه المسبقة وبدأت بيانات أحزاب المنظومة تصوِّب على الاتجاه الواحد الذي لا يصب إلا في مصلحة الفتنة في منطقة كمنطقة جبيل، حيث التركيبة المعروفة (أقلية شيعية في محيط مسيحي)…!

وقبل قليل تكشفت فصول الحادثة، في وقت باشرت فيه منظومة الفتن بالتحرك في الشارع وبقطع الطرقات والتحضير ربما لاقتحام مناطق، ومع كشف الحقيقة ابتلع كثيرون ألسنتهم وخفتت أبواقهم، حيث أعلنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أنها تمكنت من القبض على عددٍ من المتهمين ممن يحملون الجنسية السورية، وممن اشتركوا في عملية خطف باسكال سليمان ولم يعد الكلام هنا يدور حول مسؤول قواتي، بل حول صفته الأخرى وهو كونه من مسؤولي بنك بيبلوس، وكون جريمة الاختطاف تعود لأسباب مالية جنائية لا سياسية ولا أمنية…

الأهم أنه جرى توقيف أكثر من ستة سوريين حتى الآن في مناطق حدودية مع سوريا، وجرى التأكيد أن سليمان قد بات بعهدة الجيش اللبناني وأن مسالة تسليمه لأسرته باتت مسالة وقت فقط.

وكما حصل مع الحصروني تكرَّر ويتكرَّر وسيستمر في التكرار نفس التشكيك بالجيش وبالقوى الأمنية وبكل شيء محصَّن أو غير محصَّن، طالما الحقيقة لا تستدرج الفتنة…

فهم للأسف يعيشون على الكذب أولًا وعلى الفتن أولًا وأخيرًا.

Print Friendly, PDF & Email
Share