الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

ناظم الغزالي ومالك حلاوي

في حلقة رمضانية

 مع مهنّد المرسومي وقصي حاتم

عن الأغنية التراثية العراقية.

كتب: وليد باريش.

كعادته كل سنة يستمر عرض برنامج فني يومي رمضاني، حمل هذاالعام عنوان “ليالي زمان”، من على شاشة “أوربت-ألفا” طوال شهر رمضان الكريم، من تقديم ريتا حرب، وبتوقيع المخرج جورج حداد، إعداد الزميلين وسام شاهين ود. جمال فياض، تنسيق علي بزيع. إشراف عام للمخرج نيكولا صبّاغة’.

وفي حلقة خاصة واستثنائية في الهواء الطلق، أدارتها الإعلامية حرب وأحياها غناءً وحوارًا المطربان الشابان قصي حاتم العراقي ومهنَّد المرسومي، على أنغام فرقة المايسترو إيلي العليا الموسيقية، حضر ضيف الحلقة الإعلامي الأستاذ مالك حلاوي ليتحدَّث بإسهاب عن الموسيقى وعن القصيدة وباختصار حول “الأغنية التراثية العراقية”، وهو الذي عاش في العراق ما بين العامين 1975 و1980 في المسرح القومي ببغداد، وجمعته صداقات بكبار من أمثال الفنان المخضرم الدكتور سعدون جابر، والفنان الكبير والراحل صلاح عبد الغفور، بينما كان الحاضر الأكبر خلال هذه الحلقة هو رائد الأغنية العراقية ناظم الغزالي، دون أن يغيب عنها كبار من أمثال: حسين نعمة، ياس خضر، فؤاد سالم ومن الأسماء الحديثة الكبيرين كاظم الساهر وحاتم العراقي.

سهرة كانت بالفعل سهرة عمر استعاد فيها جمهور رمضان العربي أغنيات وقصائد ومقامات ومواويل بغدادية حفظها الوجدان العربي على غرار: “فوق النخل، عيَّرتني بالشيب، ميحانة، مالي شغل بالسوق، شلونك عيني شلونك، طالعة من بيت أبوها، عبرت الشط على مودك، بين العصر والمغرب يا أم العيون السود، وصولًا إلى جنَّة جنَّة جنَّة… والكثير غيرها”.

حلاوي الذي بدأ الكلام معترفًا أن خبرته في مجال الدراما هي الأكبر، رغم كونه كاتب أغنية وعضو جمعية الشعراء والملحنين وناشري الموسيقى “الساسيم الفرنسية”، تكلَّم بداية عن الشجن أو الحزن الطاغي على الأغنية العراقية، وهذا ما كان لفترة محطَّ انتقاد من الجمهور العراقي نفسه، الذي كان مطالبًا بلمسة فرح، في حين كان الجمهور العربي عمومًا يحب هذا الشجن في الأغنية العراقية ويتفاعل معه، ومن هذا التفاعل العربي مع الأغنية العراقية والعكس، انتقل حلاوي إلى تفاعل من نوع آخر مع السيدة فيروز وموسيقى الأخوين رحباني ليذكر أن قصيدة “بغداد والشعراء والصور” لم تكن يتيمة في تغنِّي الرحابنة بالعراق وببغداد، بل كانت لهم قبلها قصيد “دار السلام” يوم كانت بغداد تعاني من تطاحن وانقلابات داخلية ودماء.

ولأن الغزالي كان العنوان الأبرز للحلقة، الإعلامي مالك حلاوي ذكر أن بدايات ناظم الغزالي كانت في التمثيل المسرحي، ومع مسرحية “مجنون ليلى” ومن خلال أدائه لقصائدها برزت إمكانياته العالية كمطرب غير عادي، وبعد إشارته هذه أعطى الكرة إلى المايسترو العليا، للكلام عن قوة صوت ناظم الغزالي الذي اعتُبر من أهم وأقوى الأصوات الرجالية بشهادة الغرب، ليتابع عليا بأن صوت الغزالي من نوع “التينور”، وهو بالفعل الصوت الأول من حيث القوة في التصنيفات الغربية لأن مجاله الصوتي يتجاوز ما يُعرف بالأوكتاف ” بين أوكتاف ونصف إلى أوكتافين” وهذه مسألة نادرة وليست عادية.

أغنيات معاصرة وحديثة  لم تغب عن الحلقة، والأبرز طبعًا في هذا المجال هو النجم كاظم الساهر،  وفي حين ذكر حلاوي أن سعدون جابر حضر وغنى في لبنان بزمن الكبيرين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، أشار إلى أن الساهر بنجوميته الطاغية ظلم الشبان العراقيين من أصحاب الأصوات المميَّزة وممن يمتلكون قدرات لا يُستهان بها، ويؤدون أغاني التراث العراقي (وهو العنوان العريض للحلقة)، بينما يُعتبر الساهر امتدادًا للأغنية العراقية المعاصرة، وهو امتداد لم يُخرج الموسيقى والأغنية العراقية عن أصالتها، ليرد مهند المرسومي ويشاطره قصي حاتم الرأي (واللذين قدما بالفعل سهرة غنائية تراثية عالية المستوى) بأنهما كما هي حال الشباب العراقيين يعتبرون الساهر مثالًا لهم وأنه وإن لم يسر في ركاب الأغنية التراثية، لكنه لم يخرج عن خصوصية الكلمة واللحن العراقيين، فحسم حلاوي الكلام بإضافة كلمة “تطوير الأغنية العراقية” إلى كلمة “امتداد” وهو تطوير لم يُسقط الأغنية  وهذا ما أيَّده المايسترو إيلي العليا.

Print Friendly, PDF & Email
Share