الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

أنجو ريحان سيّدة حرّة مستقلّة

وجهة نظر:

ممثلة ويساريّة سابقة تعارض ارتداء الحجاب

كتب وليد باريش:

12… هل يستطيع الإنسان أن يتخلّى عن الامتيازات الفكريّة التي حققها لنفسه على مدى مسيرته النضاليّة من أجل إرضاء “شطّحاته” ونزعاته وميوله إلى التعامل مع كل المجالات والمستويات للصورة المرئيّة والمتحرّكة للوصول إلى حد الإشباع مع تجارب الإبداع؟

لطالما اعتبرت نفسها أنجو ريحان معنيّة بالأحداث والمواقف السياسيّة والاجتماعيّة التي تدور حولها، لأنّها – كما تقول- كعنصر إنسانيّ لا يمكنها الاستمراربالمراقبة والتذمّر والاحتجاج الضمنيّ من الوضع الذي تعيشه، بل عليها أن تتحرّك وترفع الصوت عالياً فشاركت بالمظاهرات المندّدة وصارت ناشطة في التحركات المدنيّة، وانتسبت إلى “الصليب الأحمر اللبناني”، وحملت “الفكر الماركسي الشيوعي” طامحة إلى تحقيق نظام لا طائفي تعمّه العدالة الاجتماعيّة التي تدّعمها جميع الأحزاب اللّبنانيّة وتطالب بها، فجأة انكشفت الحقيقة وانسحبت من العمل السياسيّ بعد أن أدركت أنّ الأحزاب العلمانيّة لم تأخذ حقّها كون مجتمعنا مبني على الطوائف والأحزاب تتلطّى خلفها!3

وتقول هذه السيّدة الحرّة المستقلّة – كما تصف نفسها- إنّها قرّرت أن تكون مناصرة للورقة البيضاء في كل الانتخابات النيابيّة، وإنّها إذا اجتمعت مع من يؤمنون بهذه الأفكار والمبادئ باستطاعتهم القيام بالتغيير المطلوب في البلد، رغم معرفتها المسبقة أن هناك من داخل الوطن وخارجه من لا يريد للأحزاب الوطنية أن يكون لها الدور الفعّال في البلد، حتى أن القوانين التي يحاولون تمريرها أو طرحها وإقرارها كلّها مفصّلة على قياسهم ليبقوا هم المسيطرين، رغم وجود 13ألف ناشط قام بشطب طائفته عن الهويّة لعلّ السياسيّون يفهمون وجوب فصل الدين عن الدولة!

أمّا عن دخولها المعترك الفنيّ إلى جانب قضيّتها النضاليّة تقول أنجو أنّها أحبّت لعبة التقليد والتمثيل منذ الصغر، ولأن هذه المهنة غدّارة لا يُعتمد عليها نصحها أهلها بامتهان التعليم فحقّقت رغبتهم وتخرّجت من معهد الفنون أستاذة رسم وعيّنت في إحدى المدارس الرسمية، وتابعت تحصيلها الأكاديمي في المسرح والإخراج لتشارك في أول عمل فنيّ لها “من أحلى بيوت راس بيروت” لمروان نجّار وتنضم إلى أسرة “لا يمل” الذي تحوّل إلى “ما في متلو”، ولتشارك أيضاً في: “الشحرورة، غزل البنات، أبو جعفر 4المنصور، حكي نسوان، رصاصة بلا صوت، وهلأ لوين؟،…” وتعتبر دورها في فيلم نادين لبكي من أهم الأدوار، لأنّه حمل رسالة مهمّة جداً وقدّمت بشكل عفويّ وهي قدرة المرأة على صنع  القرار وخاصة على صعيد البلد والوطن لأن الدول العربية بشكل أو آخر لم تترك لنا غير المعاناة، ونحن في لبنان عانينا ومازلنا نعاني الكثير من المشاكل الطائفيّة اليوميّة، وتتابع هذه الممثلة والمناضلة السابقة أن مشاركتها في أعمال مسرحيّة وسينمائيّة وتلفزيونيّة والتمثيل بشكل عام له لذّته الخاصة، والمهم الدور الحلو، ومع هذا فإنّها تُفضّل المسرح لأنّه عمليّة تواصل مباشر مع الجمهور بطريقة فعّالة، أمّا المسلسلات التلفزيونيّة فتقرّب الممثّل من الجمهور!

وعن الازدواجية بين التمثيل واللّعبة النضاليّة تُجيب “جميلة ما في متلو” أنّها تربت ضمن أسرة فيها ثقافة وتربية علمانيّة ولها وجهة نظر وبعد ومعرفة نحو دينها وعقيدتها، لهذا اشتغلت على نفسها ولا تعرف لكل واحدة من النساء كم تتاح لها من الفرص لكي تعبّر عن نفسها بوعي وجرأة وقناعة في مجتمع غير مسؤول، لأن المشكلة  في بلادنا العربية هو عدم نظرتهم واقتناعهم بأهميّة دور المرأة وقوّة حضورها، والسؤال أليست المرأة هذه هي التي ربّت الرجل الذي يصبح زوج امرأة ما ويمنعها من الانفتاح خوفاً من تطوّرها؟

لهذا يلزمنا نهضة تكون لصالح المرأة وانعتاقها من سيطرة الرجل الذي أسهمت هي بتربيته!

وعن حملة “الدني كلاّ وسايط” تقول أن هذه العبارة قريبة كثيراً من واقعنا ولكنّها انتشرت بشخ5صيّة جميلة، لأن الكفاءة  الحقيقية لا تعني المسؤولين، ولأنّها لا تقبل بالأحلام الصغيرة فهي تعتبر أنّه عندما نضع الأحلام الكبيرة أمام أعيننا قد لا نصلها، ولكن سوف نصل إلى ما هو قبل ذلك بقليل ويكون هذا مهماً جداً وحققنا شيئاً ما لأنّنا جئنا إلى هذه الدنيا لنترك أثراً ونحاول أن نكون سعداء لقناعتها بأن لكل يوم له مقدار من الفرح أمّا نربحه أو نخسره، لهذا كانت دائماً تتخيّل نفسها في أماكن متعددة وتحاول أن تعيش الحالات المختلفة فتلعب الأدوار وتعيش القصص!

وترى هذه الممثلة اليساريّة في المطلق أن الشعب هو الذي يقرّر مصير بلاده وتعتبر أن احترام المواطن هو غاية في حد ذاتها وعلى الدولة أن تكفل له حق التعليم والصحة، فإذا كانت الحقوق مومنة، فمن الطبيعي جداً أن الواجبات ستكون مقدّسة تجاه هذا الوطن، وإذا قال الشعب لا، فهذا يعني أنّه شعر بالنقص وأنّه يريد التعبير عن رأيّه!

وعن إنجو الممثلة في برنامج انتقادي تقول أنّه رغم أنّها تعمل في برامج كوميديّة انتقاديه فإنّ هناك رموز ممنوع التحدّث عنها، وبعض الشخصيات لا تستطيع أن تذكر سيرتهم أو أن تتجرّأ على الخوض في خصوصيّاتهم!

والأهم أنّها تعتبر أن أخطر وأقوى خطوة قامت بها هو زواجها من مدير التصوير فادي قاسم وإنها ضدّ ارتداء المرأة للحجاب وأنّها شخصياً لن تتحجّب لأن برأيها العلاقة باللّه لا تتوقّف عند الحجاب، وأن علاقتها باللّه جيّدة جداً، وهي من تقرر كيف تكون علاقتها به وليس أحد غيرها وأنّها مع الزواج المدني!

Print Friendly, PDF & Email
Share