الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

الممثلة كارول عبود

وجهة نظر:1

بعد عتبها الكبير على جمهور المسرح  تقول:

فيلم “ويّنن” رسالة إلى المسؤولين لإيقاظ ضمائرهم!

كتب وليد باريش:

لأنّها معجبة بطريقة الأداء المُشبعة بتفصيلات الحياة اليوميّة!3

و…لأنّها تُدرك أنّه مقابل العشرات من الأعمال التلفزيونيّة والسينمائيّة تُنتج في هذا الوطن، هناك عمل مسرحي واحد وربما أقلّ!

و… لأنّها تعلم جيداً أن مسرحنا الجاد يحمل في عروضه أشكالاً مختلفة عن عروض الدراما التقليديّة أو الكوميديا الاعتيادية ويحمل الشكل الحركي التركيبي للمتلقي حيث يرى هذا الأخير التجربة من داخلها لا من القناعات الراسخة في دماغه حول شكل المسرح وطريقة تقديمه!

4و… أنّها تفهم في النهاية أنّها ممثلة سواء على الخشبة أو أمام الشاشات الصغيرة أو الكبيرة فإنّها لا تجد مشكلة في تقديم نفسها وعملها في مجالات عدّة خصوصاً ضمن الظروف التي يعيشها المسرح، وفي رأيّها الشخصيّ أن كثيراً من الأعمال الفنيّة التي تؤديها الممثلة مع مخرج مخضرم تقدم الكثير، وأنّ هذا التعاون يُبني تنافسات عالية المستوى تُحطّم وتُفجّر الطاقات الكامنة للوصول إلى أهم صيغة قد تصل إليها هذه الممثلة لتقديمها بعد ذلك للمشاهد الذي ينتظر العمل بشوق وتمعّن!

ومن هذه المفاهيم تنطلق الممثلة والمخرجة المسرحية كارول عبود التي قدّمت العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية لتقول:2

–         بكل أسف الجمهور هذه الأيام لا يقدّر المسرح، وبشكل عام المسرح متعب في لبنان وفي كل مكان وتحديداً شكل المسرح الذي اعتدت المُشاركة فيه تمثيلاً وإخراجاً… كأننا نغني في الطاحونة ولا أحد يسمعنا أو يريد أن يسمعنا لذلك خلّصت إلى نتيجة واحدة: لماذا نعذّب أنفسنا ما دام لا أحد يريد أن يُصفّق؟!!!

وتابعت:

أن المسرح هو عرض صعب رغم ما يُوحي به من بساطة شديدة حتى تظن أنّه أشبه بتمرين تمثيلي رغم تعقيداته المتداخلة من النصوص التي يجب العمل عليها لمدة طويلة جداً إلى سيوف الإنتاج المسرحي،وتؤكّد أنّها تلقّت عدد من النصوص المسرحية ولكنّها رفضتها كلّها لأن المسرح الذي تريده هو الحدث التفاعلي من هنا لا معنى لمن يقف على الخشبة إذا كان الجمهور لا يريد التفاعل!

ورغم اشتراكها في عدة أعمال تلفزيونيّة وسينمائيّة أسست شركة “سي كام للإنتاج” ولعبت الأدوار المميّزة ونالت جائزة “التحكيم الخاصة” من مهرجان “المهر العربي للأفلام الوثائقيّة عام 2013″، وقامت  بإخراج مسرحيّة “مــيديا” عن نص للكاتب الألماني هاينر مولر، لكن يغريها رغم كل شيء المسرح، وخصوصاً من تلك العلاقة الآتية والتفاعلية مع الجمهور الذي لا يمكن أن يحل مكانها أي عمل، وتؤكّد أن هذا لا يعني أنّها لا تحب السينما، ولكن مزاجها الفنيّ يميل إلى المسرح الهادف وليس التجاري لأنّه يقول شيئاً رغم تعب التحضيرات لأنّه موقف إنساني هادف!

وعن غيابها عن الدراما المحلية تُجيب كارول عبود إنّها لا تمثل دوراً غير مقتنعة به ولا يفعل لها شيئاً ولا يضيف إلى مسيرتها أي جديد لهذا فضّلت الابتعاد وانغمست بالعمل داخل شركة الإنتاج خاصتها لأنّها تبقيها حرّة في عملها كممثلة وتقيها شر الوقوف أمام مكاتب المنتج أو المخرج!

6وعن الدراما العربية بشكل عام واكتشاف أن معظم العرب لا يقرأون ويتلهون بالقشور ويحوّلون معظم أيامهم إلى واحة من الاسترخاء البصري ولعبة قتل الإبداع تقول كارول إن انعكاسات الثورات والحروب ونتائجها على حركة الحياة عكست أثارها على البشر المهمّشين والنافذين في الحياة والذين غالباً ما يُنسون في هذه الزحمة والسياسة ولغة الأيديولوجيا، وبالرغم من كل شيء فهؤلاء الذين يصنعون الحياة ونجدهم متأثرين أكثر من غيرهم بما يحدث حولهم مع الكثير من الانكسارات التي تدخل في وجدانهم وآمالهم وأحلامهم فتراهم يندفعون في مسارب الوجدان العربي يزيحوا آثار التدمير الإنساني الذي مورس عليهم، من هذه المفاهيم تطالعنا الدراما العربية بموضوعات متشابهة في العمق والعلاقات الإنسانية وردات الفعل وإنّ تغيّرت العناوين والأبطال فالأحداث المتوارثة أفرزت اتجاهات عدة وطرقاً عدة تمكن الكتّاب من ترسيخ أسس دراميّة حقيقية بعضها ترتقي بآلية الإنتاج والأخرى تتغنّى بكيمياء الإبداع التي نراها حولنا!

أما عن السينما اللّبنانيّة واتهامها بالجفاف فقد أكّدت كارول اتهام السينما اللّبنانيّة بالجفاف الإبداعي يحمل 5الكثير من التجني وإخفاء الحقائق، لأن لبنان لطالما أكّد وجوده السينمائيّ خلال سنوات طويلة وبيروت تحوّلت في فترة من الفترات إلى عاصمة السينما العربية وفيها صورت عشرات الأفلام بنجوم عرب وإن عدداً من المخرجين المخضرمين والشبّان حمل أفلامه إلى مهرجانات الدولية حيث استقبلت بحفاوة ونالت الجوائز ونظر إليها النقّاد الغربيون من منطلق بداية إبداع قادر على تحقيق طموحاته إذا توفّرت له الظروف الإنتاجيّة والتقنيّات العالية المستوى فضلاً عن الظروف السياسيّة والأمنية المطلوبة وعن فيلم”وينن” التي شارك في قسمه الأول ويحمل عنوان”كارول” تؤكّد كارول عبود أن هذا الفيلم الذي ما زال يعرض في الصالات من كتابة جورج خبّاز ومن إخراج سبعة من المتفوقين وخريجي جامعة ” سيدة اللّويزة” نجح في تحريك مشاعر كل إنسان عانى أو لم يعان من الحرب اللّبنانيّة وقد اختبروا في الفيلم معنى فقدان شخص مقرّب إليهم وتساءلوا مع كل شخصيّة عن مصير المفقودين إن كانوا أحياء أو أموات، والفيلم ليس رسالة إلى المسؤولين لمحاولة ايقاظ ضمائرهم لفتح ملف مفقودي الحرب مجدداً بل هي صرخة إلى كليات السينما في الجامعات اللّبنانيّة عساها تساهم في إنتاج أفلام ذات مستوى عالٍ من حيث الإخراج والأداء لأن أمل السينما اللّبنانيّة حالياً في هؤلاء الشباب الخريجين الذين يبحثون عن إنتاج لقدرتهم الفكرية في ظل الغياب التام للجهّات المختصة بالسينما وشؤونه

Print Friendly, PDF & Email
Share