الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

ديما صادق بين 8 و14 آذار

1

في نهاركم سعيد ديما صادق

 تتحوّل إلى أمرآة من نار!

 

كتب وليد باريش:

11… لم يسبق لمقدمة نشرة أخبار أن تحوّلت إلى حالة مثيرة للجدل واستدعت إعلان حالة طوارئ في “هيئة التبليغ” بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بعد أن اتهمت بأنّها تعرّضت لمفردة دينية عقائدية تمس المسلمين عموماً وأتباع المذهب الجعفري خصوصاً!

ولم يسبق لأي مقدمة نشرة أخبار أن تعرّضت للتهديد من قبل بعض الناشطين المتشددين على “تويتر” بعد اتهامها بأنّها تحرّف “القرآن الكريم” وأنّها ستكون من سبايا الحرب وأطلقوا الصرخة بقولهم أن الحق يقع على شباب المسلمين في لبنان الذين لم يكتموا أنفاسها بمسدس كاتم للصوت!

إنّها  ديما صادق ابنة بلدة الخيام الجنوبيّة!

ربما وبعد هذه المواقف صارت ديما أكثر المذيعات حذراً، وخاصة هذه الأيام بالتحديد في اختيار ضيوفها الذين تحاورهم في البرنامج السياسيّ “نهاركم سعيد”، فهي صارت حريصة كل الحرص على اختيار الأسئلة الصعبة المركبة والملغومة التي تضع اليد على الجرح مباشرة، والتي تترك الصدى قوياً في نفوس المشاهدين والمتابعين، ولذلك تؤكّد بحواراتها أنّها حذرة جداً في المشي بين الألغام والمواقف السياسيّة 2المتشددة، والمعتدلة، فلم تعد المسألة عندها مجرّد المشاركة في “تزليط” الضيّف وسحب الكلام المفيد منه بقدر ما تسعى إلى الالتفاف على شخصيّة المقدّمة العادية بقسمات وجهها البلاستيكيّة، ومن خلالها تؤكّد أيضاً أن تقدم الصورة الواضحة لامرأة متمكنة تضج بالأنوثة والثقافة والحس المتمكن لتقلب المعادلة، فنتابع خلال المناظرة وخلال النشرة الجامدة امرأة  من حديد متساهلة وسادية والمطلوب الخروج بالنتيجة المطلوبة ولتقول لنا أنّها تمتلك الكثير من الصدق والموهبة والقدرة على تحقيق ذاتها كنموذج متفهّم ومتطوّر!

حسناً فعلت ديما حين صرّحت أنها لم ولن ترد على بيان”هيئة التبليغ”  (مع الإشارة إلى امتعاض المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نفسه من تفرد الهيئة بانتقاد ديما والمؤسسة دون العودة إلى المجلس) مكتفية بالقول أن كل ما تعرفه هو انها مع الحريّات الإعلاميّة المقدّسة، وتقول أن كل جمهور 8 آذار يعتبرها مع فرق 14 آذار بينما جمهور هذا الأخير يعتبر أنّها مع الفريق الآخر، لهذا ترى أنّه في الإعلام اللّبناني من المستحيل أن يكون الإعلاميّ موضوعياً وحتى الإعلام الغربي لا تراه موضوعياً والدليل محطة”CNN” 4التي لم تكن موضوعيّة بالمطلق في تغطيتها كل الحروب وخاصة حرب العراق وسوريا!

لكن هل استطاعت ديما صادق أن تكون مختصرا مفيداً تعكس الحالة السياسية العامة في البلد من خلال حواراتها؟

هذا السؤال الدقيق يأتي جوابه من خلال “نهاركم سعيد”، لن نناقش قدرة ديما على تحريك الحوار بأسلوب حيويّ يُعطي المقابلة نبضها للمناخ العام في الوطن، ولا قدرتها ومتابعتها وإيقاعها وخبرتها، ولا أن نقول أنّها في البرنامج تُمارس على ضيوفها دور الوصي، ولكنها بكل إرادتها وحرفيّتها تتركهم يبنون ظهورهم التلفزيوني بدون أن تحكم عليهم سلفاً بالحياة أو الموت، لإدراكها أن الحكم في السياسة يرجع فيها الرأي الأخير للجمهور والناس من مختلف الانتماءات والجهات والمعتقدات، وبالتالي لحاملي البصر والسمع والذوق والحاسة السادسة، لهذا نجحت في جعل “نهاركم سعيد” ونشرة الأخبار اختصاراً شديد الوضوح للمرحلة السياسية الصعبة، ولعل أجرأ ما قامت به ديما صادق عندما اختتمت حلقة “نهاركم سعيد” بعد دقائق من انطلاقها مع الضيف الصحافي عماد بزي، وذلك احتجاجاً على الضغوط السياسية التي تُمارس على الإعلام عموماً، فبدأت حلقتها بتسميّة الشخصيّات الممنوع المسّ بها، وقالت هذا الموضوع ممنوع نحكي فيه، وهذا وذاك….، إذاً ليس لدينا أي شيء نتكلّم عنه، وختمت الحلقة فجأة لتبرهن أنّها امرأة من نار لا تنكسر!

هذه هي ديما صادق امرأة من نار تستطيع متى شاءت منح الدفء لضيفها أو إحراقه مهنياً وحوارياً أو أنثوياً!!!

3

Print Friendly, PDF & Email
Share