الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

بعملية “وعده صادق” الإيرانية.

رد إيراني على اعتداء دمشق.

بأكبر عملية مسيرات هجومية في التاريخ.

خاص: امواج.

اليوم الأحد الرابع عشر من شهر آذار/مارس العام 2024، استفاق العالم على خبر واحد هو ما سمته “إيران” بعملية “وعده صادق” للرد المرتقب على اعتداء العدو الصهيوني على قنصليتها في دمشق، والذي شكَّك الكثيرون في حصوله، أو تداولوا بأنه سيكون عبر عملية لحفظ ما الوجه، لكن الحقيقة التي استفاق عليها الشرق الأوسط بوجه خاص (ممن استطاعوا النوم أصلًا، حيث أن الغالبية تسمرت أمام الشاشات)، الحقيقة جاءت بأنه وحسب الوكالات العالمية يوم تاريخي تمثَّل بأكبر هجوم مسيرات انتحارية وتفجيرية في التاريخ، هذا عدا عن اعتباره أول هجوم إيراني على الكيان الصهيوني بصواريخ باليستية وصواريخ أرض أرض وبالعشرات دفعة واحدة…

هذا وكانت عملية الأمس للحرس الثوري الإيراني بالاستيلاء على السفينة “MSC ARIES” في مضيق هرمز واقتيادها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، قد اختلطت على البعض معتبرين أنها ربما تكون هي الرد الإيراني، خصوصًا وانها سفينة مملوكة من عائلة صهيونية، لكن الحرس الثوري سارع لفصل العملية عن الرد.

الآن ومع إعلان إيران نفسها انتهاء عمليتها ، بدا الحديث عن تداعياتها وعن احتمال الرد الإسرائيلي عليها، لكن وفيما يؤكد أن العدو بات مردوعًا وأنه لا رد على الرد الإيراني أعلنت القناة 12 الإسرائيلية فجرًا عودة مطار بن غوريون للعمل بعد إغلاقه الليلة الماضية. كما تم  فتح المجال الجوي لإسرائيل بعد ساعات على إغلاقه، بسبب الهجوم الذي جرى تقديره بنحو يزيد عن مائة طائرة، والبعض اعلن أنه قارب المائتين: بين طائرات هجومية وأخرى للتشويش على منظومات الدفاع، التي تمَّ تفعيلها، من العراق والأردن والسعودية ومصر وغيرها، وكلها بكبسة زر أمريكية وبتواطؤ عربي مكشوف، لدرجة إعلان الأردن عن نيته إسقاط أي مسيرة أو صاروخ إيراني يمر عبر أراضيه باتجاه فلسطين المحتلة.  أما على صعيد الصواريخ فقد تجاوزت هي الأخرى المائة صاروخ بين باليستي وكروز أرض-أرض.

هذا الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، والذي استمر نحو خمس ساعات، أحدث حالة رعب في الداخل، وظهرت قوافل الناس الهاربة باتجاه الملاجئ أو التي تعلو صرخاتها من المنازل خلال وصول المسيرات والصواريخ من فوق غالبية المدن الفلسطينية، وبعضها من فوق المسجد الأقصى نفسه، وكذلك من فوق “الكنيست”، وهذا أيضًا من جملة العمليات غير المسبوقة في تاريخ الكيان.

وفي وقت غطت فيه الوكالات العالمية البعض اليسير من الأضرار التي لحقت بالعدو جراء هذا الهجوم، وقال مسؤولون إسرائيليون إن إيران أطلقت 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض-أرض، استبق الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه التغطيات بإبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعتبر ما حدث ، وحسب تقييم واشنطن أ هجومًا غير ناجح. وأن “دفاعاتنا” قامت بتدمير معظم الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران… هذا الكلام لبايدن حاول فيه التأثير على نتنياهو، حيث تابع بأن أميركا التزمت وهي ما تزال ملتزمة بالدفاع عن “إسرائيل”، لكنها لن تشارك بأي هجوم على إيران ناصحًا بالتوقف عند هذا الرد وعدم قيام نتنياهو برد على الرد.

في هذا الوقت لم تكن ساحات الدعم والمساندة العربية بمنأى عن المشاركة بعملياتها المعتادة،  حيث تزامنت العملية مع إطلاق مسيرات وصواريخ عراقية ويمنية مع عملية الحرس الثوري الإيراني،أما من الجبهة اللبنانية فقد قامت المقاومة الإسلامية جنوبي لبنان بتوجيه رشقات صاروخية باتجاه الجليل الأعلى، حيث سُمع دوي انفجاراتها في الجولان والجليل الأعلى المحتلين. كما استهدفت المقاومة مواقع: نفح ويردن وكيلع الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

بالعودة إلى انطلاق الرد الإيراني، فقد تأخر بيان الحرس الثوري أكثر من ساعة  وذلك على سبيل التمويه وإعطاء الوقت لوصول مسيراته التي تستغرق ثلاث ساعات على الأقل لتخرق أجواء فلسطين المحتلة، وقد نجح التمويه ووصلت الرسالة قبل المواعيد التي حددها الخبراء.

أما البيان الصادر عن قيادة حرس الثورة الإيرانية فقد أعلن أنّ العملية التي تحمل اسم “وعده صادق” تأتي لمعاقبة النظام الصهيوني على جرائمه، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين، وأنّ العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت إشراف الأركان العامة للقوات المسلحة وبإسناد رجال الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومساندة وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة.

وكما قدّر غالبية الخبراء فقد استهدفت العملية مواقع عسكرية للعدو مع تجنيب المدنيين أي خطر محتمل، من هنا تابع البيان:

لقد ردَّ أبطال حرس الثورة على جرائم الاحتلال بمهاجمة الأهداف العسكرية المهمة لـ”جيشه” في الأراضي المحتلة ودمروها بنجاح.

ومن سخرية الأقدار أن تقوم “إسرائيل” اليوم بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لتوجيه شكوى بشأن ما أقدمت عليه إيران…!

 

Print Friendly, PDF & Email
Share