الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

حُسمت قبل أن تبدأ الاستشارات.

 

حكومة العهد الأخيرة “تيتي تيتي”.

============

كتب: مالك حلاوي.

============

 

 

لأنها أفضل الممكن، ولأن الجميع محليًّا، إقليميًّا ودوليًّا لا يُريد الدخول في فراغ رئاسي، باعتبار معركة الحكومة هي اليوم لزوم ما لا يلزم ليس لقصر المدّة التي ستتولى شؤون تصريف الأعمال من مهام تنفيذية، بل لكونها المحطة الأهم للعبور بسلام إلى انتخابات رئاسية، هي حتى الآن النفق المجهول الذي يتتوجَّس الجميع من دخوله.

فما حُكي من أن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون رمى كرة الاستشارات النيابية في المجهول للمرة الأولى بتاريخ هذا الاستحقاق لبنانيًّا، فإن البعض المتفائل رأى في الأمر “مجهولًا بات معلومًا” وخلاصته أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان ومما هو موجود حاليًّا مع حكومة دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي ما يزال يحظى بالرضى الدولي هو وحكومته بمكوناتها التي استطاعت رغم كل التباينات تجاوز انفجارها في أكثر من مفترق صعب…

فإلى الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو الجاري موعد الاستشارات النيابية التي حدَّدها رئيس الجمهورية بات واضحًا أننا سنكون أمام مشروع تعويم حكومة ميقاتي، لكن على أسس دستورية تتلخص بإعادة إحيائها مع تعديلات لم تُحسم بعد لكن ضمن الحصص المتفق عليها، والتي تعكس الأحجام الجديدة للكتل النيابية، كما رست عليها الحقائق لا الأوهام التي روَّجها كل طرف عن حجمه…

وإذا كان المكوِّن السني قد حُسم أمره مع “التجديد-التمديد” لدولة ميقاتي، حيث لا وجود لبديل في الواقع النيابي السني عن “دولته”، فإن التشكيلة محسومة بالنسبة لخيارات الثنائي الوطني بالنسبة للوزراء الشيعة وممن قد يعيدوا بعض الأسماء كما هي، وبالأخص الأسماء التي تركت أثرًا إيجابيًّا كبيرًا في وزاراتها، ويبقى الأمر المعلّق الوحيد هو حقيقة التمثيل المسيحي المتنازع عليه بينخمس فئات هذه المرَّة: التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، المردة، المستقلين ومن يسمون أنفسهم بالتغيريين…
ولأن الاستشارات الملزمة، ليست ملزمة في الحقيقة بالنسبة لحجم التصويت او للأغلبية المطلوبة للتشكيل فإن خيار نجيب ميقاتي فائز –فائز، باعتبار البديل أيًّا يكن لن يحصل على أغلبية منافسة مهما تشكلت على أساسها الكتلة المعارضة لهذا الخيار.

وبين ستين صوتًا شبع محسوم لميقاتي من نواب برلمان 2022 فإن وجود أكثر من اسم آخر سيحصر النتيجة المقابلة بين الثلاثين والأربعين صوتًا في أفضل الاحتمالات.

من هنا فإن حكومة تقطيع الوقت “أو حكومة تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي” باتت محسومة اليوم بخيار “التعويم المبطَّن” لا أكثر ولا أقل، وإلى معركة رئاسة الجمهورية دُرّ.

Print Friendly, PDF & Email
Share