الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية 22.

 

الكل رابح الكل خاسر….!

 

كما هي العادة في مختلف الاستحقاقات المحليَّة تضيع الحقيقة ويقف المواطن المتابع مغلوبًا على أمره يتساءل متى ينتهي عصر الكذب والادِّعاء والخداع…!

صحصح أن نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية للعام 2022 لم تصل بعد إلى خواتيمها، لكن منذ الساعات الأولى لبدء الفرز بالأمس كان كل طرف ومن ماكينته الانتخابية يعلن فوزه ولو من داخل صندوق اقتراع واحد ويبني عليه آماله بكسر كل من حوله….

والغريب المستهجن أن التزوير لا يقف عند حدود نتائج الانتخابات بل يصل إلى تحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية الخروقات أو الشوائب أو الاعتداءات على الناخبين، حتى أن ما تنقله الكاميرات بكل وضوح يتم تزويره تمامًا كما حصل في قلم اقتراع زحلة-المعلَّقة، حيث اعتداء القواتيين من داخل قلم الاقتراع على المقترعين ومنعهم من ممارسة حقهم لمجرد أن “أشكالهم” لم تعجب مندوبي جعجع، ومنذ قليل سمعت على شاشة المر التلفزيونية من يقول إن الاعتداء قام به “حزب الله” وأنه اعتداء بالسلاح وأن مارس هذه الاعتداءات في كل لبنان، بينما سبق البارحة أن شاهدنا مندوبة قواتية في أحدى خيّم الأقلام في مدينة صور والملاصقة لخيمة الحزب، وهي تعبِّر عن رأيها بمدى مناقبية الحزب في التعامل معها ومع شركائها. وكذا استعرضت إحدى القنوات كل الخيم المعارضة للثنائي الوطني وهي تمارس دورها بمنتهى الأمان، في الوقت الذي فعلت القوات العكس في العديد من المناطق حتى أن الكاميرات وثًّقت قواتيًّا يعلن أمام الكاميرات أنه سيقتل جبران باسيل في حال اقترب من موقعه…!

هذا بالنسبة للاعتداءات أما النتائج الأوليَّة فالحزب مثلًا خسر معركته في الجنوب لمجرد حصول خرق (مرشح واحد من أصل 11) لمصلحة قوى التغيير، ومن قبل مرشح معروف بعلاقاته الوطيدة مع المقاومة… لكن “الجعجعيون” اعتبروه من ضمن حواصلهم الانتخابية، عدا أنهم تعاموا عن حصول النائب محمد رعد على حاصل انتخابي خيالي هو بالفعل أصدق تعبير على انتماء المنطقة وخياراتها. كذلك الأمر في بعلبك، حيث حصل خرق واحد من أصل عشرة، فكان الأمر بمثابة انتصار “جعجعي” كبير وقهر للحزب، علمًا أنه وفي العام 2018 كان هناك خرق بإثنين، وبالطبع في الخرقين لم يخسر الحزب والثنائي مقعد شيعي واحد، لكن بالنسبة للمر.تي. في. فقد خسر الثنائي حاضنته الشيعية وانفضوا عنهم وعن خياراته…

هذا هو لبنان بكل أسف باستطاعة من يشاء تزوير الحقائق لمجرد أن غالبية مؤيديه لا يشاهدون الشاشات الأخرى… نعم جمهور تلفزيون المر بالكاد يتقبلون مشاهدة شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، أما الشاشات الأخرى فقد تصيبهم بالكآبة لذا يتم تجنبها، من هنا يبقى أنصارهم على عماهم وهم سعداء بذلك.

ومن هنا وهذا الأهم تراهم يعلنون فوزهم ويعلنون بالمقابل خسارة الفريق الآخر، وكي لا نجافي الحقيقة نقول إن الطرف أو الأطراف الأخرى تمارس دائمًا نفس اللعبة: نحن الرابحون والآخرون خاسرون، بغض النظر عن النتائج الفعلية التي ما تزال قيد التداول. ونكتفي بهذا القدر.

Print Friendly, PDF & Email
Share