الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

هل شارك اللبنانيون بتصوير فيلم إباحي في السعودية؟

مسؤولون وإعلاميون وفنانون.

 أرادوا تبييض وجه المملكة أو تبييض وجوههم مع أموالها؟

في حفلة ماجدة الرومي في”طنطورة”؟!

==================

كتب: مالك حلاوي.

=================

 

 

وفد لبناني رسمي وإعلامي وفني تسابق إلى “مملكة الخير”، المملكة العربية السعودية، والهدف هو حسب الإعلان “حضور حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي” هناك، لكن الكل كان يعلم أن هدف المسؤولين كان تبييض وجه المملكة “ديمقراطيًّا” بعد قضية الاغتيال البشع لمواطنها جمال الخاشقجي، هذه القضية التي نبَّهت العالم الغربي لجرائم مماثلة للمملكة سابقًا في الكثير من دول العالم، حيث اختفى ومات واعتُقل الكثير من المعارضين، كما أعادت (جريمة الخاشقجي هذه) تذكير دول الغرب بما يجري في اليمن من إبادة شبه جماعية لمئات الآلاف، غالبيتهم من الأطفال إن لم يكن بالقصف المباشر فمن خلال منع الغذاء والدواء عنهم…

لن أتكلم عن دور الإعلاميين والفنانين في هذه المهمة، بل الأهم السياسيين وهؤلاء كانوا طليعة المتسابقين بطائرتين خاصتين أقلعتا من مطار بيروت…  وفدٌ ضم أكثر من رئيس جمهورية سابق (أمين الجميَّل وميشال سليمان) و”المسترئس” الدائم بلا أمل بطرس حرب، يرافقهم بكل أسف وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، ووزير التربية والتعليم مروان حمادة، محافظ بيروت، زوجة الرئيس الهراوي ووو…. الكثير الكثير ممن ظهروا كتلاميذ عند السفير السعودي وليد البخاري بانتظار الحصول على الرضا والبركة والمكرمة…

جملة واحدة صادقة قالتها ماجدة الرومي في افتتاح حفلها وهي:

  • حفلتي بالسعودية أصعب حفلة في حياتي…

وبالفعل كانت الأصعب عليها وعلى تاريخها الفني والإنساني، حفلة ذهبت ماجدة فيها إلى النهاية في مديح المملكة ومسؤوليها مع تجاهل جريمة مقتل جمال الخاشقجي وأطفال اليمن لتقول بكل فخر:

  • شرف لي أن أغني في المملكة العربية السعودية، التي نقدِّرها ونحترم شعبها.. وبكل الوفاء وبكل الصدق أتمنى أن تكون عاصمة الخير…

صحيح أن عبارة التمني أن تكون “عاصمة الخير” لا تحمل إلا معنىً وحيدًا وهو أن “تدفع لها أكثر”، وهذا حقها شرعًا لأن المهمة كبيرة جدًا: تنظيف السجل العدلي وتبييض صفحة لا بل صفحات قاتمة لمملكة “الخير” في مقدمها اعتقال رئيس حكومتنا و”مسح الأرض” به…

بصراحة ما كان اللبنانييون “المعترضون” على هذه التظاهرة باتجاه المملكة، وأنا من ضمنهم، بوارد التدخل في خيارات “المسؤولين والإعلاميين والفنانين” وقلنا هم يريدون التقرُّب من هذه “الخزنة المفتوحة وصحتين على قلوبهم”.. ولكن ما حصل اليوم، أو لنقل قبيل نهاية الحفل، جعل كل اللبنانيين ونحن منهم “تحت منشار المملكة” هذه المرة وأمام اتهام أكثر من معيب: فحفل ماجدة الرومي لا يليق بالسعودية…. ماجدة “أيقونة” البعض اليوم، بينما كانت في السابق “أيقونة الجميع” لولا خياراتها السياسية الأخيرة…  هذه “الأيقونة” لا تليق بالسعودية كما أصدرت كل الوسائل في المملكة، التي لم تتحمَّل 0مملكة المطاوعين والمنشار) متابعة وقائع الحفل حتى النهاية بل قطعت البث وأقالت رئيس القناة وليد المجلي، وهو من البطانة الحديثة لمحمد بن سلمان (وليد العهد) الذي قام بتعيينه قبل أقل من أربعة أشهر
“مهرجان “شتاء طنطورة” هذا الذي أراده وليد البخاري “فرصة لإبراز دور السعودية بالحفاظ على الإرث التاريخي الإنساني”  واختار الفنانة ماجدة الرومي لافتتاحه  في محافظة “العلا” السعودية في منطقة المدينة المنورة، والذي لاقاه وزير إعلامنا  ملحم الرياشي بالقول:

  • هذا الحدث حاضر بقوة من خلال السيدة ماجدة الرومي، وحاضر من خلال المشاركة في هذا الاحتفال والتفاعل اللبناني السعودي وتقديم نموذج يُحتذى به…!

هذا الحفل للأسف يا معالي الوزير قالت “السياسة السعودية الفعلية” التي لم تكن لترى فيكم ما رأيتم فيها، كلمتها وأوقفت حفلكم لتشاهدوه وحدكم من باب “إذا بُليتم بالمعاصي فاستتروا”!!  لقد تجرأ أحدُهم، وهو ليس بنكرة ولا تقولوا لنا أنه مغمور مثل سابقه فهيد الشمري الذي وصف كل اللبنانيين بأنهم “سارقون ونصَّابون”، وسط صمتك وصمت كل من تسابق اليوم لكسب رضا المملكة،  اليوم ظهر شبيه له مغردًا على “تويتر” يُدعى “الخالدي” قائلًا حول ماجدة الرومي وحفلها:

  • نحن أمام حفل فيه اختلاط ثم غناء ثم رقص ثم خمر ثم لقاء ثم لا أستبعد تصوير فيلم إباحي، هكذا تعود السعودية الجديدة إلى أشد من عصور الجاهلية….

لا أعرف معاليك.. وفخامتكم أيها “الرؤوساء”: هل فعلًا قد وصلت بكم الحال في المملكة لتصوير فيلم إباحي كما تساءل الخالدي؟!!!!

برأيي ما أخف الفيلم الإباحي أمام استباحة كرامتنا في سباقكم لركوب طائرة مجانية والعودة بمغلفات مالية وما شابه والسكوت عن شتم وطنكم بألف أسلوب واسلوب…!

أما في تفاصيل ما جرى فنذكر، وحسب وسائل إعلامية معنية (خليجية وغربية) أن الحفل الغنائي لماجدة الرومي، الذي كانت تذيعه القناة السعودية الأولى على الهواء مباشرةً، “وهو ما اعتاد عليه الجمهور السعودي مؤخرًا مع ولاية بن سلمان (الانفتاحية) قطع البث عن الحفل، بداعي أنه لا يليق بالقناة السعودية… أعقب ذلك العديد من التقارير في مقدمها خبر صدور قرار بإقالة مدير القناة السعودية، وليد المجلي.

وكان داوود الشريان (الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي) هو من أعلن صباحًا قرار إقالة مدير القناة السعودية الأولى وليد المجلي، رغم التزام القناة بقطع بث الحفلة خلال أداء ماجدة الرومي لإحدى أغنياتها، بينما كان الوفد اللبناني الذي يضم سياسيين وفنانين معروفين دعتهم السفارة السعودية في بيروت لحضور الحفل آخر من يعلم بما جرى من قطع للبث…!

على صعيد آخر نادى بعض السعوديين بإعادة “صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ردًا على تقديم حفل لا يليق بالمملكة وشعبها!!!. كما طالب بإلغاء ما يُسمى “هيئة الترفيه”.

مرة أخرى أقول “لست معنيًّا” بما يريده أو تريده المملكة “كملك وولي عهد ومسؤولين وشيوخ ومغرِّدين ومواطنين” فهذا حقهم، لكن أن نكون نحن اللبنانيون دائمًا مكسر عصا، ونكون نحن “الغير لائقين” و”الداعرين” وشاربي الخمور (التي نبيع 90 بالمائة منها لمسؤولين سعوديين يخزِّنونها في قصورهم بالمملكة)… كل ذلك بينما يتسابق المسؤولون عندنا لتفخيمهم وتقديم واجب الطاعة لهم، فهذا الأمر لا بد ان ينتهي بأي شكل من الأشكال…

اما للفنانين والإعلاميين المعنيين فكلمة واحدة:

  • غالبيتكم، لا بل كلكم، لديه من الأموال ما يكفي لرفاهية “ولد الولد”… فاحترموا أنفسكم وكفى ذلًا وخنوعًا للمال على حساب وطنكم وشعبه!

 

Print Friendly, PDF & Email
Share