الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

كارمن لبّس المطلوبة بشدّة

وجهة نظر

      هل تعرف كيف تختار أعمالها؟

===================

كتب وليد باريش:

 ===================

               ممثلة وخطيرة!

             بالتأكيد ممثلة وخطيرة وكاملة الأنوثة وتمتلك أدواتها الخاصة بها دون غيرها من بنات جيلها!

            وبالتأكيد ممثلة وخطيرة وإمرأة وتفهم كيف تجعل عمليات التجميل تخدم طلّتها وأدوارها لتحاكي الشخصيات المطلوبة فتعيش معها وتتفاعل بها لنحبها أو نكرهها، لننتقدها أو نمتدحها!

         كارمن لبّس بطلة معظم الأعمال المحلّية التي شاهدناها مؤخراً والتي نشاهدها اليوم والتي سنتابعها قريباً!

        كارمن لبّس لا يمكننا تجاهلها ولا يمكننا الاّ أن نحترم حضورها الأدائي

        و…لكن!!!

       مشكلّة هذه المطلوبة بشدّة إعتقادها بأن الأعمال التي تُقدّم إليها وتلعب بطولتها هي الأقوى والأحسن!

       ولكن… بكل أسف بعد مشاهدة هذه الأعمال التي طبّلت لها كارمن وزمّرت أمام أهل الصحافة والأعمال والإعلام نكتشف كم هي هذه “الروائع” غبية وبسيطة ومسطّحة وأقل من عاديّة ولا تحترم ثقافتنا الدراميّة ولا تجاربنا التلفزيونيّة حتى في زمن الأبيض والأسود!

         ونصل أيضاً إلى قناعة مؤكدة أن للأسماء الكبيرة في عالم الكتابة التلفزيونيّة هفواتها وسقطاتها كما شاهدنا في مسلسل “العائدة” لشكري أنيس فاخوري والذي لم يتمكن مؤلف “العاصفة تهبّ مرتين” و”نساء في العاصفة” إخراجه من أحداثه الكاريكاتوريّة وإنقاذه من الإفلاس في مواقفه وحالات التطويل فيه والمط القاتل “البلا عازة”!

         وبالتالي لم تتمكن صاحبة الإسم المتداول بكثافة هذه الأيام كارمن ومعايشتها لسجينات سجن بعبدا للنساء لإتقان دورها “ميسم عبّود” من إنقاذ الحلقات المفرغة من السيناريو والحوار داخل قصص تفتقر إلى أدنّى الواقعيّة!

        وكارمن لبّس في دفاعها عن عملها “العائدة” ورداً على منتقديه –نحن في أمواج كنا أول المنتقدين له– قالت أن هذه هي وجهة نظرهم ومن يتوقع أقوى من ذلك فليحضّر لي نصوصاً أقوى، وأنه من أفضل النصوص المتوفّرة على الساحة اللّبنانيّة هذه الأيام وأنه رائع وكل حلقة من حلقاته تحمل رسالة جديدة للمشاهد!

        وبدورنا نقول إذا إجتمعت الأراء كلّها أن مسلسل “العائدة أقل من عادي فهل هذا يعني وجهة نظر أم حقيقة واضحة، وبالتالي هل يجب علينا نحن المشاهدين والنقاد أن نبحث لها عن نصوص جيّدة لتلعبها؟!!

         هذه الأيام نتابع مسلسل”القناع” من بطولتها وجورج شلهوب، جورج خبّاز، جنيد زين الدين، سعد حمدان، خالد السيّد وغيرهم… الكتابة لــ جبران ضاهر، الإنتاج والإخراج لـ شارل شلالا، وبكل أسف أقول أن “القناع”أيضاً وأيضاً أوقعنا بالمحظور وما لا يحمد عقباه!

 فالمسلسل صوّر بين لبنان وإفريقيا، ويقع كما عرفنا في عشرين حلقة ويدرو حول الرجل الثري جورج شلهوب الذي يتعرض لعمليّة إغتيال وسط البحر أثناء وجوده في إفريقيا، لتبدأ زوجته كارمن وإبنهما جُنيد وشقيقته وصديقه الوفي جورج خبّاز بالبحث عنه لمعرفة أخباره، وبعد أن تيأس الزوجة من إيجاده تبدأ خيوط الحب تدور بين الزوجة والصديق فيتزوجا وسط معارضة الإبن الذي يحقد عليهما فيترك المنزل وينصرف لإدارة أعمال أبيه متحولاً من إنسان مسالم إلى ما يشبه رجال العصابات.

 على المقلب الآخر نكتشف أن الزوج قد تمّ إنقاذه بواسطة بعض الثوّار ولكنه أصيب بتشوهات في وجهه.

          سعد حمدان الموقوف بدوره عند الثوّار وبمساعدة إحدى الفتيات يقومان بمعالجته وصنع قناع له لستر النصف المشوّه من وجهه، وبطريقة ما يعودان جورج وسعد  إلى الوطن ولحسن الصدف أو هكذا أراد  الكاتب جبران والمخرج شارل، يعمل الزوج في حديقة إبنه من دون أن يتعرف إليه!!!!

          الذي لم أفهمه مطلقاً عن صاحبة التجارب السينمائيّة الكثيرة المحلّية وبعض العالميّة، وصاحبة البطولات التلفزيونيّة الكثيرة ومقدمة برنامج “شو سرّك” والتي تقول دائماً أنها لا تضع حدوداً لطموحها وأنها المرأة الحديديّة أو هكذا تصوّر نفسها، والتي خرجت من تجاربها القاسيّة في الحياة منذ طفولتها والتي تعرف كيف ومتى تقول نعم ولا، كيف يمكن لها أن لا تناقش ولا تعترض على مجريات أحداث قد تطيح بسياق العمل أو قد تجعله عبارة عن لقطات فارغة من المنطق والمعقول ومعرّض في كل مشهد منه للإنتقاد القاسي؟!

            نقول بدورنا لكارمن، وبعيداً عن أن العمل مكرر ومأخوذ عن نص أجنبي عُرض ضمن سلسلة “البيست سلير” جرى هنا استبدال المرأة التي تغرق وتتشوه برجل:

            هل يعقل أن لا يعرف الإبن أو الإبنة والدهما مهما تعرّض لتشوهات في الشكل؟

            وهل يعقل أن يصبح هذا الوالد غريباً إذا قام بتطويل شعره أو شعر صدره أو شعر حاجبيه أو رجليه وأكتفى بوضع ربع قناع على وجهه؟

            وهل … وهل  … وهل ….؟

            أسئلة كثيرة بحاجة إلى إيضاحات شافيّة ومقنعة وبالتالي، هل حقاً تعرف كارمن لبّس كيف تختار أدوارها كما تختار ثيابها ومكياجها، أم هي بحاجة إلى من يرشدها في أختيارتها؟

             وهل تكتفي بقراءة ملخص العمل وقراءة مشاهدها كما تجري العادة، خصوصاً مع منتجي هذه الأيام للتوفير في الطباعة والورق المستعمل؟

              والحلّ؟

            الإنتظار لمشاهدة أعمالها الجديدة “كيندا”و”الهروب” وبعد ذلك للكلام … بقيّة!!!

Print Friendly, PDF & Email
Share