الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

حسنًا فعل حزب الله بإجهاض حكومة

 

برئاسة سعد الحريري وعودة طاقم الفساد.

===============

كتب: مالك حلاوي.

===============

في حديث على قناة إماراتية حيث الهوى اليوم سعودي إماراتي- مقابل الهوى القطري- التركي، أعلن فؤاد السنيورة رئيس مافيا الفساد في لبنان وسارق الـ12 مليار دولار بوقاحة ما بعدها وقاحة، ورجل كونداليزا رايس صاحب القبلة الشهيرة على خدها إكرامًا لوعدها له ولأسياده يومها بعدم إنهاء  “حرب تمو” قبل الإجهاز على “حزب الله”… أعلن مواقف جديدة قد لا تخرج كثيرًا عن تاريخه المشبوهـ لكن المهم في هذا الحديث المفعم بالحقد والكراهية على حزب الله كما هي العادة، قال السنيورة ما خلاصته:

  • كانت لدينا أجواء وأفكار حول إمكانية تغيير هذه الحكومة، وجرى تداول أسماء مقترحة لتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن الذي أجهض هذا كان الموقف الذي اتَّخذه “حزب الله”، وهو يمثِّل الطرف المسلَّح ويمثِّل الدويلة المسلَّحة التي تبتلع الدولة اللبنانية، والذي كان موقفه معارضًا، فبادرت مصادر الحزب لنفي إمكانية أي تغيير حكومي… فكيف يتمكن لبنان من أن يستعيد استقراره ويخرج من هذا الوضع المتأزِّم….حتمًا لا بد أن يكون هناك حكومة جديدة، لأن هذه الحكومة (حكومة حسان دياب) أثبتت عجزها وعدم قدرتها على إدارة البلاد وعلى تحقيق التغيير ولكن دعني أقول لك رأيي بهذا الشأن بكل وضوح وصراحة: أنا أعتقد أنه وبدون أدنى شك أن الرئيس سعد الحريري يمثِّل شريحة كبيرة وواسعة من المواطنين اللبنانيين، وليس من فئة واحدة بل من كل الفئات اللبنانية، ولكن عودة الرئيس الحريري أو أي شخص آخر من الأشخاص الذين يتمتعون بالمواصفات الوطنية والقيادية الذين يمكن أن يصار إلى تكليفهم من قبل المجلس النيابي لتأليف الحكومة العتيدة، وفي مقدمهم حتمًا الرئيس سعد الحريري محفوفة بالمخاطر، فأنا أميل إلى الاعتقاد أن عمل أي رئيس حكومة جديد محكوم بالفشل إذا لم يحصل ويسبق التكليف تغيير أساسي في المقاربات وفي المنهاج وفي الأساليب التي يعتمدها فخامة الرئيس، وذلك يعني أنه تقضي العودة إلى احترام اتفاق الطائف… لكن المؤسف أننا نرى التوازنات الدقيقة في لبنان تتعرض للاختلال واختلالها يؤدي إلى التسبب في هذا الانهيار بالثقة، ومن ثَمَّ التسبب بهذا الانهيار في سعر صرف الليرة اللبنانية وفي المحصلة، إلى هذا الانهيار في مستوى ونوعية عيشة اللبنانيين. إن هذه الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية لا يقومان بالجهد المطلوب للتصدي للمشكلات الكبرى.

هذا الكلام المنفصل عن الواقع للسنيورة ومنظومته، التي يعرف الجميع أنها السبب الأساس والمباشر، ويكاد يكون الوحيد الذي أوصل البلد إلى ما وصلت إليه منذ كانت النظرية تسليم السياسة لأهلها، تسليم الاقتصاد للحريري الأب، ورجله الفذ بالأمور الماليَّة فؤاد السنيورة، وعدم سؤاله “تلت التلاتة كام” كما يُقال… وحده الرئيس إميل لحود كان على علم بسوء إدارة هذه المنظومة، ووحده الرئيس لحود حاول المواجهة لتقوم عليه قائمة من الداخل والخارج، تكاد تتشابه مع قيامة العالم اليوم على “حزب الله”، واستطرادًا سياسة العهد مع الرئيس ميشال عون ورئيس تيَّاره جبران باسيل، وما الهجمة الأمريكية المحرِّكة للهجمة المحليَّة اليوم إلا من باب عدم السماح لحكومة الرئيس حسَّان دياب بنيل فرصة وضع الحل على السكة، بل على العكس رمي العراقيل أمام حكومته بمناسبة وبدون مناسبة، لأن مجرد تقديم إي إنجاز واضح (وأعترف لم يتحقَّق هذا الإنجاز بعد) سوف يطيح بهذه الرؤوس ويقدِّم كبارها قبل صغارها للمحاكم، ومن هنا نرى غضبة الشارع الثائر فعلًا، لا الشارع الذي تحرِّكه نفس منظومة الفساد المعهودة، ولا تبدو أميركا وإسرائيل وبعض أوروبا بعيدة عنها، فالخارج لا يهمه سوى التضييق على “حزب الله” وإسقاطه اقتصاديًّا بعد العجز عن إسقاطه بالحروب وبالأمن… أما الداخل فهناك تقاطع مصالح له مع الخارج عدا تقاطع المصالح بين هذا الفريق وذاك على صعيد الداخل، من عداء لحزب الله إلى الحقد على جبران  وهو حقد على الرئيس عون نفسه، لكن بالمواربة، إلى حقدٍ آخر على الاستبعاد عن السلطة عمومًا، وصولًا إلى الأطماع بالمناصب… وهنا تكثُر سكاكين الجزَّارين حتى من داخل الفريق الواحد…

عودٌ على بدء.. السنيورة تُقلقه نظرية إسقاط “حزب الله” لحكومة جديدة كانت قيد التشكيل، ونحن نقول في حال كان هذا الكلام صحيحًا فقد أحسن “حزب الله” كعادته توجيه البوصلة وإجهاض هذا المولود المشوَّه قبل ولادته، لأنه بداية سيطمر كل الفساد القديم مع نظرية “عفا الله عمَّا مضى” لتبدأ مرحلة فسادٍ جديدةٍ ستحتاج أجيالنا القادمة لعقود كي تكشفها ولقرون كي تعالجها…!

Print Friendly, PDF & Email
Share