الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

دريد لحام بنى مكانته الفنيّة العالية حجراً حجراً

5

وجهة نظر:

1

في “بعدنا مع رابعة”

إخترق دريد الشاشة وعاد إلينا!

كتب وليد باريش:

… كبير!

كبير في شخصيّته وحضوره الفني الذي لا يُنازع!

كيف يستطيع رجل أن يُجايل أجيالاً ويبقى على سلاحه بكامل جهوزيّته وإستعداده للمجابهة بقوّة إرادة خارقة؟

إنّه “غوّار الطوشي”، “قيصر النملة”، “أبو الهنا”، “نجيب” و”عبد الودود” وكل الشخصيّات التي حملها وقدّمها لنا!

إنّه دريد لحّام!

حين شاهدته في مسلسل “سنعود بعد قليل” أدركت أنه لا يتعب وإزداد رغبة بالحياة والعناد لمجابهة كل أنواع القهر!

وعندما تابعته في برنامج “بعدنا مع رابعة” عرفت أنّه مازال مُصمماً وقادراً على العطاء أكثر من أي زمن مضى!

لماذا؟

لأننا نعرف أن أغلى ما يملكه هذا الرجل الحديدي هي موهبته التي اكتشفها مُبكراً، وأن أعظم ما يبحث عنه هي بقايا أحلامه، وأهم لحظة ينتظرها هي دائماً نجاحاته التي تعيده إلى ناس الشوارع والحمّامات وجمهور المسارح التي إعتزلها!

دريد لحّام وأثناء المقابلة زادنا قناعة أننا أمام فنّان مختلف وأمام طبعة مدهشة من رجل تلقائي ساخر يمنح كل شخصيّة أتحفنا بها نبضات 2قلبه وإهتمامه، وبكل إرادة يُسخّر كل طاقاته الإبداعيّة وشحناته الإنسانيّة في خدمة فنّه!

ودريد لحّام أيضاً وأثناء المقابلة جعلنا نكتشف قوّة عزيمته وأسلوبه الخاص في الكلام وتعامله مع الجميع وأنه مازال المنصّة الصالحة لإطلاق الضحكات المُغلّفة بالمتعة والسخرية والكوميديا السوداء!

والأهـــم!

أنّه الممثل من النوع الآخر الصادق القريب من القلب وهذا هو بيت القصيد!

ولمــاذا أيضــاً؟

لأنه شكل ذاكرتنا ومازال يُشكل لدى ممثلينا الشباب في كل الوطن العربي “الحلم” النابض بالنظام والعدالة والمساواة وحرية التعبير!

 ولمــاذا أيضــاً وأيضــاً ؟3

لأنه بنى مكانته الفنيّة العالية حجراً حجراً فلم يخطيء في الموافقة على دور لم يحبه، ولم يُهادن في قضية فنيّة تهمه، ولم يراوغ بل أصرّ على قوله “اللاّ” عند الضرورة والنعم عند الحاجة ولم يتردد للحظة في رد أي عمل أو أي تصرّف يكسر ذلك ” الحلم”!

دريد لحّام يُدرك تماماً حقيقة موقعه، وعلى هذا الأساس يُنظّم حياته ويشتغل!

حين كان شاباً كانت الأدوار الخفيفة والمقالب الكوميدية!

 وحين صار في مقتبل العمر راحت أدواره الهادفة وحسّه كمواطن عربي تزيده ألقاً وإلفة!

وحين أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية جاءته أدوار الأبوّة فإمتلأت القناعة بمهارة ذلك الرجل الذي يجعلك تصدّق مجريات الفيلم أو المسلسل حرفاً حرفاً ومشهداً مشهداً، هكذا كل أعماله عفويّة وتلقائيّة ودراسة 4خارقة للنص وفهم حديدي للدور!

دريد لحّام أضاء ليل “بعدنا مع رابعة” وإخترق شاشة تلفزيون الجديد بحكاياته الملّونة وطرائفه المشتعلة بواقع فنّان إلتزم قضاياه من خبريات وأساليب وأنماط الناس العاديين وعاد إلينا كما كان دائماً كبيراً، ليتلاعب بمشاعرنا ويستدرجنا إلى مناطق مُثيرة للإهتمام كما فعل وسيفعل في أي عمل يصل إلى وجداننا بعد أن إقتحمنا سابقاً ” بحمّام الهنا”، و”صح النوم” و”ضيعة تشرين” و”صانع المطر” و”كفرون” والأباء الصغار” و”مقالب غوّار” و” الحدود” و”ابو الهنا” و… “سنعود بعد قليل”!

Print Friendly, PDF & Email
Share