إعلاميون يمتشقون لكل مرحلة سلاحها.
وسلاح اليوم الإيقاع بين حماس ومحور المقاومة.
==============
كتب: مالك حلاوي.
==============
قبل أيام فاجأتني قناة محليَّة لبنانية، يُفترض أنها كانت الأقرب إلى محور المقاومة، حين أعلن مراسلها من جنوب لبنان أن هناك تراجعًا في عمليات المقاومة ويبدو أن هناك مرحلة جديدة من التهدئة قد بدأت….
مررت على الرسالة مرور الكرام معتبرًا أنه مجرد اجتهاد مراسل خصوصًا، وهذا ما يحصل كثيرًا مع هذه القناة، التي من فضائلها ترك هامش كبير من الحرية لمراسليها، ولم أشكك باعتبار القناة من أكثر المزايدين على المقاومة نفسها بانتمائهم لفلسطين…
لكن في رسالة لمراسلة قناة أخرى معروفة بعدائها للمقاومة، لكن كانت قد لفتتني في هده المرحلة بتبنيها لبيانات المقاومة الإسلامية بحرفيتها، شاهدت هذه المراسلة وقد أعادت تكرار نفس رسالة المراسل من القناة المشار إليها، ولكن مع تبديل ببعض المرادفات.
ومع تلمسي لجدية في هذه النقلة الإعلامية، بدأت برحلة التدقيق بين القنوات المحليّة والعربية وبعض الدولية منذ ذلك الحين إلى اليوم… هذا اليوم الذي افتضحت به أوامر المهمة الجديدة:
عليكم الإيقاع بين حماس والمحور، الذي لطالما تكلَّم عن وحدة الساحات، وأعاد هؤلاء ملف تصريحات المحور من إيران إلى لبنان مرورًا باليمن والعراق، والكلام عن أن عملية “طوفان الأقصى” تخطيطًا وتنفيذًا وتدريبًا هي لحماس وحماس وحدها، وهذا من باب إعطاء هذه المقاومة حقها، بعدما حاول البعض (والغرب غالبًا) الإيحاء بأن العملية هي إيرانية التخطيط والتوقيت، وأن المقاومة الإسلامية في لبنان هي التي دربت أو شاركت أو رعت…!! ”
هؤلاء المروجون لهذه النظرية، ما كانوا ليفترضوا تنصل المحور بهذه الطريقة، فرأوا أن بإمكانهم تبديل الخطة من نظرية إضعاف حماس، وعدم الاعتراف بإنجازها، إلى نظرية تنصُّل المحور منها وتخليه عنها… ليصل الأمر أخيرًا إلى أكذوبة اللقاء بين قائد حماس اسماعيل هنية وقائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي، (طبعًا اللقاءات بين الطرفين اعتيادية) لكن جرى تسريب أخبار لقاء لم يحصل من أساسه مع ما أسموه تسريبات من ثلاثة مصادر (تخيلوا… ثلاثة مصادر) حول هذا اللقاء وما قيل فيه، والذي مفاده أن السيد الخامنئي عاتبَ هنيّة وقال له ما خلاصته: “نحن ندعمكم بهذه الحرب لكن لن نتدخل لأنكم لم تعلمونا بعملية طوفان الأقصى!!”.
وبكل أسف فإن هذه الأكذوبة التي تناقلها الإعلام المشبوه سريعًا، طرحتها وكالة عالمية هي وكالة رويترز، ولمن نسي فهذه الوكالة ساومت على دماء مصورها اللبناني عصام عبدالله حين قتلته إسرائيل، وجرحت ستة أو سبعة من زملائه، وضجّ العالم بالجريمة وكلهم سمّوا إسرائيل كقاتلة للصحفيين، باستثناء رويترز التي اكتفت بالإعلان أن مصورها “قٌتل على الحدود اللبنانية” ولم تكلِّف نفسها مساءلة العدو حول هذه الجريمة التي يبدو أنها اعتبرتها من الخسائر الجانبية!!!، اليوم ترفع هذه الوكالة سقف التآمر على المقاومة وتفضح المتعاملين الصغار، ممن أوحوا بأن ما يقدمونه من تقارير حدودية حول جنوب لبنان وعدم جدية المقاومة بدخول المعركة إلى جانب حماس هي تحاليل شخصية، فجاء تقرير رويترز المفبرك ليفضح “أمر عملياتهم”!
وهكذا استمروا في محاولاتهم الفتنوية غير آبهين بالردود وفي مقدمه نفي الطرفين (الفلسطيني والإيراني) لحصول اللقاء من أساسه… وإلى هذا النفي ظهر بالأمس القيادي في كتائب القسام أسامة حمدان ضمن حلقة “صار الوقت” مع مرسال غانم، (الحلقة بالمناسبة تعرضت لإرباك تقني اقتطع الجزء الأخير منها وسط تشكيك البعض بشيء مدبَّر)… وما يهمنا هنا تأكيد حمدان لقيام أفضل التنسيق العملياتي بين حماس والمحور وبالأخص بينها وبين المقاومة الإسلامية في لبنان وحول ذلك قال حمدان:
- في لبنان تعمل حماس وفق معادلة تفاهم مع المقاومة التي تعتمد نموذج الشعب والجيش والمقاومة. لا يجب أن نتشاءم. ما يحصل يفتح مسار التحرير.
في الخلاصة بات الأمر محسومًا… نحن أمام وسائل إعلامية احترفت الارتزاق من أكثر من جهة، وأوامر المهمة لديهم اليوم خلاصتها:
أوقعوا بين حماس والمحور… أعيدوا مفاعيل فتنة الشيعة والسنة، ولعبة التناقض الفلسطيني-اللبناني أو اليمني أو العراقي، ولكن….!
لكن هيهات أن يقع المقاومون اليوم، من فلسطين إلى اليمن وما بينها، بهذه الألاعيب التي خبروها في الكثير من المحطات السابقة، وهيهات أن تجد لها نفوسًا صغيرة تنطلي عليهم ألاعيب المهزومين والجبناء وأهل الذل والهوان.