تبنوا طلب العدو الساقط في حرب تموز.
نداء نواب القوات اللبنانية إلى القمة العربية:
أبعدوا المقاومة إلى خارج جنوب الليطاني.
===============
كتب: مالك حلاوي.
===============
ما لم يستطع العدو الإسرائيلي تحقيقه في العام 2006 بعد حرب طاحنة دارت لثلاثة وثلاثين يومًا، وفي مقدمه المطالبة من قبله بإبعاد المقاومة إلى ما بعد الليطاني لحماية أراضيه، يبدو أن مجموعة من النواب “اللبنانيين” أعادوا إحياء هذا المشروع خدمة للعدو الصهيوني، تحت ستار تجنيب الحدود اللبنانية للحرب القائمة في غزّة. وأكثر من ذلك أن هؤلاء النواب الذين تقودهم كتلة القوات اللبنانية (كتائب وتجُّدد واثنين أو ثلاثة تغيريين) تقدموا وبكل وقاحة بشكواهم ضد المقاومة إلى القمة العربية تحت عنوان “نداء إلى القمة العربية” متهمين إياها (المقاومة) بأنها تخدم “محور إقليمي”، متناسين أنهم برسالتهم التي، ذيلوها بأسمائهم التي تجاوزت الثلاثين، إنما يخدمون المحور المعادي الذي تقوده أميركا والغرب خدمة للكيان الصهيوني نفسه، ويطالبون بما يطالب به هذا الكيان منذ عقود، ومتى؟؟ الآن في عز اشتعال المنطقة لنصرة هذه المقاومة وهذا المحور تحديدًا، حتى من دول عربية كانت بعيدة كل البعد عن محور المقاومة، هذا عدا عن الشعوب
العربية بأسرها، أضف إليها الملايين من شعوب أوروبا وأميركا وكل شعوب العالم .
وحدهم هؤلاء الذين لا يمكن توصيفهم بأقل من جبناء في أضعف الاحتمالات إذا أردنا أن نبعد عنهم صفة العمالة والخيانة…
أقول جبناء يريدون إعادة إحياء مهزلة ” قوة لبنان في ضعفه”. في وقت حقَّقت فيه هذه المقاومة كل هذه الانتصارات التي اعترف بها الصديق والعدو على السواء… وحدهم هم، لا همّ لهم سوى الدخول في” زواريب” السياسة الداخلية الضيقة والحقد الأعمى على مقاومة فضحت جبنهم وتخاذلهم، وأعطت دروسًا في العزة والكرامة، بينما هم يكذبون على جمهورهم بخديعة أن هناك من يمتلك السلاح لمواجهته ولمصادرة قراره، عكس كل ما أثبتته الوقائع بأن سلاح هذه المقاومة هو من قهر وردع العدوَّين الإسرائيلي والتكفيري -الإرهابي، وأثمر عن تحرير لبنان منهما في مواجهات دفعوا من دمائهم ودماء مجتمعهم ثمنًا للاستقرار الأمني الذي يعيشونه منذ إسقاط شعار “الفرقة الموسيقية الإسرائيلية التي بإمكانها احتلال لبنان”، ومقولة الدواعش بأنهم بعد سوريا آتون إلى بيروت لإعلان دولة الخلافة فيها….!
كل ذلك تعامى عنه الموقعون على كتاب الذل إلى القمة العربية متجاوزين حتى سيادة الدولة اللبنانية التي لطالما تشدقوا بها.
هذا وجاء في نداء نواب قوى المعارضة إلى: “أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة الأخوة القادة العرب” بعد السلام والكلام وادّعاء أن رسالتهم تبدأ بوقف العدوان على غزة ونصرة شعب فلسطين وكلام ممجوج عن مخاطر الحروب:
- لا يخفى أن لبنان يعيش في قلب الأزمة التي تواجه المنطقة، ويخشى اللبنانيون من توسع الحرب، التي بدأت تطال بلدهم، لا طائل لهم بها ولا قرار، فرأي الدولة اللبنانية وقرارها مازال مصادرًا من قوة مسلَّحة خارج الشرعية، خدمة لمحور إقليمي على حساب مصالحها الإستراتيجية وأمنها واستقرارها، في ظل سلسلة من الأزمات السياسية وصلت إلى حد الشلل الكامل والانحلال للدولة ومؤسساتها الدستورية، إضافة إلى انهيار اقتصادي واجتماعي ومالي شامل. وفي ظل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وبإقرار مؤسف من رئيس حكومة لبنان، بعدم امتلاكها قرار السلم والحرب، يرفض اللبنانيون إدخال لبنان عنوة في حرب شاملة، بعد أن تم إقحامه فعليًّا في حرب محدودة خلافًا لإرادتهم، حصدت الأرواح، ومن بينهم الأطفال والمدنيين والإعلاميين،بالإضافة الى الممتلكات، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من أهلنا. كما يرفضون أيضًاً أن يتحدث باسم لبنان وزير خارجية دولة أخرى، وأن يصادر طرف داخلي مسلَّح قراره السيادي. لذلك نطلب منكم مساعدة لبنان، على التصدي لمحاولة جرّه إلى الحرب في ظل سيادته المخطوفة وقراره المسلوب، ونؤمن أن قمتكم بما تملكه من تأثير، قادرة على انتشال لبنان، واستعادته ورفع الوصاية عنه، ونتطلع إلى أن تخرج القمة بقرارات واضحة، تؤكد على رفض استتباعه لأي مشروع نفوذ إقليمي، بما يلاقي نضال الشعب اللبناني، للتحرر واستعادة دولته المخطوفة…!
وأكثر من ذلك يختتم النداء:
- كما نطلب من قمتكم المساعدة في جميع المحافل الدولية، وتحديدًا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، للتطبيق الكامل للقرار 1701، الذي يشكل المظلة الدستورية والدولية لحماية لبنان و”تحييده عسكريًا”، وتجنب توسع الحرب في المنطقة، من خلال وقف الأعمال الحربية و”إنشاء منطقة جنوبي نهر الليطاني خالية من أي وجود مسلح لبناني أو غير لبناني” خارج الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، والضغط على المجتمع الدولي لردع إسرائيل عن الاعتداءات التي تقوم بها على طول الحدود والعمق اللبناني، على ان يستتبع ذلك التطبيق الكامل للقرارين 1559 و1680ما يؤدي إلى ضبط الحدود وبسط سيادة الدولة بقواها الشرعية حصرًا على كامل الأراضي اللبنانية.
أما الموقعون على النداء فهم النواب: جورج عدوان، سامي الجميل، وضاح الصادق، ميشال معوض، مارك ضو، ميشال الدويهي، فؤاد مخزومي، غسان حاصباني، جورج عقيص، نديم الجميل، اشرف ريفي، الياس حنكش، ستريدا جعجع، سليم الصايغ، بلال الحشيمي، غادة ايوب، فادي كرم، اديب عبد المسيح، سعيد الاسمر، غياث يزبك، رازي الحاج، نزيه متى، جهاد بقرادوني، كميل شمعون، الياس اسطفان، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، انطوان حبشي، بيار بو عاصي، زياد حواط، ايلي خوري.