ما لم يُنشر حول الاتفاق السعودي الإيراني.
أمن وسلام البلدين أولًا.. ولا مكان للتطبيع.
صحيح أن اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، والذي صدر عنه بيان نهاية الأسبوع الماضي-السبت العاشر من شهر آذار/مارس الجاري ووقعته الأطراف الثلاثة: الصين السعودية وإيران، كاد بالنسبة للمتابعين أن يقتصر على العنوان الرئيس (إعادة فتح السفارات بين الدولتين في مهلة أقصاها شهرين من تاريخه)، علمًا أن اللنقاط الأساسية للاتفاق وكما انتشر في مختلف وسائل الإعلام يضيف إلى مسألة فتح السفارات وفي الباب الأول، قضية إعادة تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين السعودية وإيران الموقعة عام 2001، وهي القضية الأكثر تأثيرًا في المنطقة، عدا أنها الأكثر استفزازًا لكلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها “إسرائيل” باعتبارها تترافق أيضًا مع إعادة تفعيل اتفاقية التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة عام 1998، ما يعني اتفاق الطرفين على ما هو أبعد بكثير من مسألة علاقات دولية عادية…
والأهم، وبعيدًا عن هذه النقاط، هناك محطة مهمة توقف فيها المجتمعون، ومن خلفهم الأمنيّون، الذين واكبوا اجتماعات بكين وكانوا هم الحلقة الأكثر سرية في هذه الاجتماعات، وقد تجسَّدت نتائج اجتماعاتهم بنقطة مُعلنة جرى طرحها تحت باب:
- حرص الدول الثلاث (الصين وإيران والمملكة العربية السعودية) على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن
الإقليمي والدولي.
هذه العبارة اختصرت العديد من الملفات الساخنة التي سيعمل الطرفان على تبريدها في المنطقة وجاءت عبر تعهدات قام الزميل حسن عليّق بنشرها وننقلها حرفيًّا:
- تتعهّد كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدم القيام بأي نشاط يؤدي إلى زعزعة استقرار أي منهما، على المستويات الأمنية أو العسكرية أو الإعلامية.
- تتعهد المملكة العربية السعودية بعدم تمويل الوسائل الإعلامية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في إيران، كقناة “إيران انترناشيونال”.
- تتعهّد المملكة العربية السعودية بعدم تمويل المنظمات التي تصنّفها إيران إرهابية، كمنظمة “مجاهدي خلق” والمجموعات الكردية التي تتخذ من العراق مقرًا لها، أو تلك التي تعمل انطلاقًا من باكستان.
- تتعهد إيران بضمان ألا تستهدف التنظيمات الحليفة لها الأراضي السعودية بأي سوء، انطلاقًا من الأراضي العراقية. وجرى الحديث في هذا البند عن عملية استهداف منشآت شركة “أرامكو” في السعودية، في أيلول – سبتمبر 2019، وضمان إيران ألا يقوم أي تنظيم حليف لها بتنفيذ ضربة مشابهة لها انطلاقًا من الأراضي العراقية.
- سعي كل من السعودية وإيران إلى بذل كافة الجهود الممكنة لحل النزاعات في الإقليم، وعلى رأسها النزاع في اليمن، بما يؤدي إلى تأمين حل سياسي يحقق السلام الدائم في هذا البلد.
تبقى نقطة أخيرة حول قضيتي التطبيع والسلام مع العدو، وفي هذه النقطة أعلنت المملكة صراحة تمسكها بمبادرتها السابقة للسلام، وخلاصتها:
- “لا سلام مع تل أبيب قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.