هل يفعلها جبران باسيل:
ويعلن ترشيحه لبيار الضاهر رسميَّا.
وما هو دور جنبلاط وبري والمملكة؟!
==============
كتب: مالك حلاوي.
==============
في الوقت الذي بدأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التأكيد على أن مرشحه الفعلي لرئاسة الجمهورية سيكون قائد الجيش العماد جوزيف عون، مع بداية سحب ورقة ميشال الضاهر المحترقة من التداول، لم يكن من المفاجئ قرار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الانطلاق بمرشحه الفعلي بعد خروجه هو الآخر مع تياره وكتلته النيابية من لعبة الورقة البيضاء ولعبة الأسماء الوهمية التي طفت على جلستي المجلس النيابي الأخيرتين، بسبب سوء التفاهم مع “الحليف” على خلفية مشاركة “حزب الله” في الجلسة الحكومية الماضيَّة.
إذن “الخطة باء” لجعجع قابلتها “الخطة ألف” لباسيل، حيث أعاد اليوم طرح اسم مرشحه الذي سبق أن قام بتسريبه باعتباره “المرشح السري” له في نهاية شهر تشرين الأول/ أوكتوبر من العام المنصرم، ألا هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال الشيخ بيار الضاهر، مستندًا هذه المرة إلى انضمام كتلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لهذا الخيار، خصوصًا بعد الارتباط العائلي الحاصل بين الطرفين.
من هنا بدأ جبران باسيل بجمع أفراد وتكتلات أخرى لهذا الخيار، كي لا يكون خيارًا لمجرد الاستفزاز باتجاه القوات وسمير جعجع، بما هو معلوم من نزاع عميق بين الطرفين…
أما على الصعيد السعودي، فيعتبر باسيل أن الخلاف بين الأمير السعودي الوليد بن طلال بن عبد العزيز مع الضاهر لا يشكِّل عقبة، بل على العكس ربما قد يكون هو الورقة المرجحة، باعتبار أن ولي العهد محمد بن سلمان هو أول من يريد الاستمرار بمعاقبة الوليد بن طلال بعد هدم إمبراطوريته في موقعة “فندق الريتز”.
ومع الكلام عن وجود أكثر من كتلة من الكتل الصغيرة والمستقلة لا تمانع في حال كان الضاهر هو الرئيس التوافقي للداخل والخارج، بينها “كتلة التغيريين” الذين ستنجح بولا يعقوبيان بجمعهم هذه المرة في خيار واحد، تبقى عقدة واحدة لدى باسيل في هذا الملف وهي الاستئثار بأحد طرفي الثنائي الشيعي، تحديدًا كتلة الرئيس نبيه بري، والتي تربطها علاقة وثيقة بالضاهر، خصوصًا أنه والـLBCI تبنيا منذ فترة موقفًا مغايرًا من الثنائي الشيعي، أحدث توازنًا على الساحة الإعلامية مع خروج تلفزيون “الجديد” من سياسته السابقة المؤيدة للمقاومة وللحزب، لا بل الهجوم المستمر على هذا الحزب بعدما كان الأمر في السابق مقتصرًا على الرئيس بري وحركة أمل، فبات اليوم الثنائي الشيعي مستهدَفًا بقطبيه في هذه القناة، بينما مواقف المؤسسة اللبنانية للإرسال وإن لم تكن مؤيدة لسياسة الثنائي، لكنها مهادنة وتتبِّع سياسة متوازنة بمواجهة “تلفزيون المر” وتلفزيون “الجديد”.
إذن طرح اسم بيار الضاهر لم يعد مجرد مناورة، بل حقيقة على قاعدة نجاحه كرجل اقتصادي بنى مؤسسته من الصفر، ثم أعاد بناءها بعد توجيه ضربة اعتقدها البعض قاضية عليه، لدى انسحاب الوليد بن طلال من الشراكة معه، تمامًا كما هي الحال في معركته حول ملكية المؤسسة بينه وبين القوات اللبنانية وسمير جعجع… كل ذلك يضع في شخص بيار الضاهر الأهلية لإدارة المرحلة الجديدة في بلد منهار بأمس الحاجة إلى فكر وعقلية جديدة في إدارة شؤونه كما سيسوِّق له جبران باسيل!.