الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

ميسي يعود ببشت تميم

مع كأس العالم 2022.

وهكذا فاز فرنانديز على ماكرون.

 

بعيدًا عن وقائع المباراة الختامية لمونديال قطر2022 التي أدهشت العالم في إحدى أهم مباراة ختامية لكأس العالم، بطلاها المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الفرنسي على حدٍّ سواء، باعتبار ما قدَّمه كل فريق من جهد ومن احتراف ومن فنون اللعبة لم يكن اعتياديًّا، وذلك باعتراف كل المتابعين من أهل الاختصاص.

تبقى هناك وعدا اعتراف آخر بأن مونديال قطر كان الأهم بتاريخ مباريات كاس العالم منذ تأسيسه حتى اليوم، وربما حتى إشعارٍ آخر وعقود أخرى، بعيدًا عن كل ذلك كان من اللافت في حفل الختام التالي:

لم يكتفِ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أمير دولة قطر) بتسليم الفائز بالبطولة ليونيل ميسي لكأس العالم، بل قام بوضع “البشت الخليجي” على جسد ميسي يساعده بذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جياني إنفانتينو، وهنا قام ميسي برفع الكأس وهو يرتدي هذا الزي الخليجي الشهير، ليكون بذلك قد اختتم مسيرته بلقطات ستبقى في أذهان العالم لعقود طويلة، خصوصًا وأنه قّرَّر اعتزال اللعبة بعد هذه المحطة التي أنصفت مسيرته ليحقِّق لبلاده فوزًا ثالثًا بكأس العالم، كان الشعب الأرجنتيني وجمهور ميسي ينتظره بفارغ الصبر، وقد رأينا كيف جمع ميسي أسرته حوله بعد لحظات من الفوز للاحتفال معه بهذا اليوم التاريخي الذي لم يخذلهم فكانت ضربات الترجيح طريقهم للاحتفال الكبير.

بالعودة إلى “بشت” أمير دولة قطر الأسود (وأهميته في هذه اللقطات) فهو زيّ له دلالاته العديدة، باعتباره يعود لأمير البلاد أولًا، ويجري ارتداؤه في البروتوكولات الرسمية الخليجية (تحديدًا باللون الأسود) بينما اللون الأبيض وغيره من الألوان الفاتحة يعود للمناسبات الاجتماعية الصباحية، مع الإشارة إلى أن تدرج الألوان يأتي عادة تبعّا لأهمية المناسبة وللشخص الذي يرتدي “البشت”.

من هنا فإن ارتداء ليونيل ميسي، لاعب منتخب الأرجنتين والفائز بكأس العالم قطر 2022،هذا الزي الخليجي الخاص بأمير قطر، لن يكون عابرًا، كما أن كل ما فرضته قطر في هذه البطولة لم يكن عابرًا، بل كان تعبيرًا عن الأصالة العربية، والتي منعت العشرات من الطقوس الغربية الهجينة على مجتمعاتنا، بما فيها التواجد الصهيوني في ملاعبنا وشوارعنا. فالبشت ليس زيَّا قطريًّا فحسب بل يجمع دول الخليج والشام معًا من السعودية إلى سوريا، مرورًا بالأردن واليمن والإمارات والعراق.

 

وفي لفتة أخرى يمكن تسجيل فوز آخر بهذا المونديال للرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، والذي كان، وفي ردٍّ غير مباشر على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تعمَّد السفر إلى قطر لمشاهدة المباراة النهائية، كما فعل في النصف نهائي، أعلن فرنانديز من جهته عدم نيته السفر إلى قطر لحضور المباراة هناك مباشرة من ملعب “لوسييل” القطري مغردًا:

  • مثل الملايين من أبناء بلادي، سأستمتع بنهائي كأس العالم في الوطن، وسأعيش هذه اللحظة الرائعة كما فعلت حتى الآن مع شعبي، سنقدِّم أفضل ما لدينا في الملعب بين مشجعينا الرائعين على المدرجات.

وبالفعل فاز فرنانديز وقام بتهنئة منتخبه وشعبه في الأرجنتين في الوقت الذي كان ماكرون يواسي لاعبيه على إخفاقهم بالاحتفاظ بالكأس الذي كان بحوزتهم منذ العام 2018 باعتبارهم الفائزين بآخر نسخة من المونديال قبل مونديال قطر.

Print Friendly, PDF & Email
Share