الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

رحيل “شوشو الإبن”  

 

خضر علاء الدين

 

============

كتب: مالك حلاوي.

============

خضر حسن علاء الدين، حفيد الكبير محمد شامل وابن الأُسطورة “شوشو” رحل اليوم عن عمرٍ ناهز العشرات من الأعمال المسرحية، وقلّة قليلة من الدراما التلفزيونية، إذ يكاد عمره لا يُقاس بكم السنوات التي عاشها، وجُلها سنوات من القهر والعذاب والظلم….

لا مجال ونحن ننعيه اليوم للكلام عن مسببات عذاباته وظلمه وقلة حظه، وهو المبدع ابن المبدع وحفيد المبدع، وإن تكن هناك من مقارنة بينه وبين العملاقين شامل وشوشو فهي أنهما قد أسسا ورسَّخا عظمتهما بعفوية وبساطة الشارع الذي كان مدرستهما الأهم، بينما خضر أو “شوشو الإبن” فقد أتاحت له ظروفه أن ينحى أكاديميًّا ويعود من الولايات المتحدة الأمريكية بمخزونٍ من المدارس المسرحية في العالم الغربي.. وكان أهم ما تلمسته منه خلال تجربتي المسرحية معه أن بإمكانه تطويع تفاصيل جسده لتنفيذ كل ما يُطلب منه، بحيث تشعر أنك أمام قالب من المعجون تشكّل به ما شئت من نماذج الشخصيات التي يقتضي منه تجسيدها.

لكن هل استفاد المسرح اللبناني من شوشو الإبن ولو بنسبة خمسة بالمائة من إمكانياته…  بكل صدق وتجرُّد أقول ولا واحد بالمائة مما تعلمه أو حمله من رحلته الدراسية رأيناه على خشبات لبنان. أما السبب فلا مجال هنا وفي هذه المناسبة الجلل للكلام عنه..

رحل خضر؛ الذي تعرّفت عليه في مسرحية “عربصات” وحاولت ما أمكن رفع بعض الظلم عنه، عندما قالوا إنه يعيش على أمجاد والده، فكان العمل وكأنه كُتب ردًا على هذه المقولة، فأعطيته المجال للعب ثلاث شخصيات إحداها شوشو والأخرى خضر والثالثة شخصية الممثل القادر على أداء  كل الأدوار، بما فيها “لاعب الأكروبات” في سيرك ابتكرته له على خشبة المسرح، وهو نفسه ما كان ليصدّق ذلك حتى تاريخ البروفة الأخيرة، كذلك الحال بالنسبة لتحويله إلى “قزم” قصير القامة ما أدهش الحاضرين يومها.

رحمة الله على خضر علاء الدين لقد فاجأني خبر رحيله وهو الغائب منذ سنوات عن الساحة…

غيّبه الموت، ربما تنتهي رحلة الظلم التي عاشها أيًا يكن مسبب الظلم له.. وكي أكون صادقًا معه ومع نفسي أقول ما كنت أقوله له بأنه هو أكثر المسؤولين عن هذا الظلم الذي لحق به. فألف رحمة لروحه الطاهرة والعزاء لأسرته وفي المقدمة ابنه حسن علاء الدين وشقيقته.

Print Friendly, PDF & Email
Share