معركة حوّاط-عون فضحت جعجع.
وكشفت هشاشة ما سُميَّ بقوى التغيير.
كتلة الأربعة أصوات
لا 13 بقيادة بولا يعقوبيان.
===============
كتب: مالك حلاوي.
===============
في قراءة متأنيَّة وموضوعية لنتائج الأمس بأولى جلسات مجلس نواب 2022، وعدا ما يمكن استدلاله من فوز الرئيس نبيه بري، في الدورة الأولى بخمسة وستين صوتًا، ونائبه الياس أبو صعب، في دورة ثانية بين الـ64 صوتًا والخمسة وستين صوتًا، بعد افتضاح ما حضّرت له القوات اللبنانية من عدم صب أصواتها لصالح غسان سكاف مرشح “الكتلة المعادية للمقاومة” كما جرى تسميتها، حتى من قبل العدو الإسرائيلي نفسه، والذي نال 49 صوتًا في الدورة الأولى، ما دفع بهذا التكتل الهجين بين من يسمون أنفسهم بالثوريين والتغيريين مع القوات لرفع العدد إلى 60 صوتًا في الدورة الثانية، هو أقصى ما يمكن أن يحشده هذا المجلس من أنصار لحركة السفير السعودي “التغيريية” في لبنان وليد البخاري.
أما بخصوص القوات اللبنانية ومعركتها على الأكثرية المسيحية مع كتلة لبنان القوي فقد تظهَّرت هنا الفضيحة الأكبر من خلال الترشيح لأمانة السر الأولى، حيث كانت المنازلة بين مرشح التيَّار الوطني الحر الآن عون، ومرشح حزب القوات اللبنانية زياد حوّاط..
إنها بالفعل معركة الأكثرية على التمثيل المسيحي، والتي ادّعى رئيس حزب القوات سمير جعجع أنه حقّقها في هذه الانتخابات وصدَّقه راعيه السفير السعودي وليد البخاري، وزفَّ الخبر علانية في لبنان للمفتي، وسرًا لسيده في المملكة محمد بن سلمان قائلًا له هذه المرة “فلوسنا” حققت هدفها وما أعطيناه لجعجع استحقه في هذه الانتخابات كامل الاستحقاق!!!
وإذا كانت كل الأمور التي عادت وظهرت، بعدما انجلى غبار المعركة الانتخابية الذي أثاره جعجع ليبدو واضحًا أن رجل الرهانات الخاسرة من “حالات حتمًا” إلى “حرب الجبل” وأمن المجتمع المسيحي وصولًا إلى ترشحه لرئاسة الجمهورية مقابل الرئيس ميشال عون، تبيَّن أنه ما يزال هو هو يشبعكم جعجعة ولا يطعمكم طحينًا، ومعركة “عون- حواط” خير دليل، بتأكيد المؤكد بخمسة وستين صوتًا لعون قابلها 38 صوتًا أقرعًا لحواط، وهذه الأرقام هي حقيقة التمثيل بين القوات وحلفائها في المفترقات الصعبة لهم، وبين التيار الوطني الحر وحلفائه، في مفترقاته الصعبة.
فضيحة أخرى لا تقل شأنًا في هذه الدورة لانتخاب أمين السر، أظهرته نتيجة من يسمونه “مرشح قوى التغيير” النائب ميشال الدويهي، والتي اقتصرت على أربعة أصوات، ما يعني أن الرقم 13 الذي يجري تداوله حول حجم هذه الكتلة هو رقم وهمي لا يمكن التعويل عليه موحَّدًا في أي ظرفٍ من الظروف، وهذا الرقم برأيي الخاص وبالختام هو حجم “كتلة بولا يعقوبيان” التي دخلت الجلسة كقائدة لما هو أبعد بكثير من مجرد “كتلة الـ13″، وقد تصرَّفت على هذا الأساس من بداية الجلسة ليتمَّ لجمها لاحقًا وتخرج من المجلس بأربعة أصوات، لا بد أن تتناقص في المستقبل حسب التحالفات المستجدة، بحيث يمكن القول أن “عراضة” هؤلاء قبل بداية الجلسة ودخولهم ككتلة موحدة انتهت بهم إلى شراذم مفتتة، منذ الامتحان الأول.