الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

خديعة أميركا في أفغانستان.

 

 العودة إلى تجريد المرة من كل حقوقها.

 

ضربة كبيرة لحقوق المرأة في أفغانستان، تعرّضت لها الأفغانيات اللواتي كنا يعشن على مدى عقدين من الزمن بحرية نسبية، قبل استيلاء طالبان على السلطة في آب/أغسطس الماضي(2021) عندما انسحبت القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى في نهاية فوضوية لحرب استمرت 20 عامًا.. يومها يذكر الجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية طمأنت العالم على ألسنة بعض قادة طالبان ممن أعلنوا أنهم لن يمسوا بحقوق المرأة في الخروج إلى الشارع وحدهن وقيادة السيارات والتزام ارتداء النقاب الذي يغطي كامل الوجه…

لكن لم تمر سنة بعد وها هي المرأة في طالبان تعود إلى جحيم هذه الحركة المتشددة… فيما يؤكد وكالعادة أن الجيش الأميركي ترك الأفغان لمصيرهم المظلم تحت حكم أكثر جماعة متطرفة في العالم، حتى أنها تتجاوز القاعدة وداعش في شروطها وقيودها على المراة بوجه خاص…

وفي شهادات عديدة لأفغانيات أقل ما يعلنن عنه اليوم في تقرير للوكالات العالمية أنهن لن يبقين في طالبان مع القيود الجديدة التي عادت لتُفرض عليهن:

معلمة مادة الرياضيات أروزا الغاضبة والخائفة، كانت هي وصديقتها تتسوقان يوم الأحد في حي ماكرويان في كابول. وكانت تخشى أن يكون شالها الضخم، الملفوف بإحكام حول رأسها، والمعطف البني الشاحب الباهت، لا يرضي المرسوم الأخير الذي أصدرته حكومة طالبان. كانت تُظهر أكثر من مجرد عينيها. كان وجهها مرئيًا.

لم تكن أروزا، التي تسترت على كامل هويتها مكتفية باسمها الأول لتجنب الملاحقة، ترتدي البرقع الشامل الذي تفضله طالبان، التي أصدرت يوم السبت قواعد لباس جديدة للنساء اللواتي يظهرن في الأماكن العامة. نص المرسوم على أنه يجب أن تكون عيون المرأة فقط مرئية. وتختتم أروزا :

  • إن حكام طالبان يدفعون الأفغان لمغادرة بلادهم. لماذا أبقى هنا إذا كانوا لا يريدون منحنا حقوق الإنسان؟.

حتى أن المرسوم الذي أصدره زعيم طالبان المتشدّد هبة الله أخون زاده اقترح على النساء عدم مغادرة منازلهن إلا إذا لزم الأمر، وحدّد سلسلة من العقوبات لمن تنتهكن القانون على أقاربهن من الرجال!.

الأخطر انه وعشية العام الدراسي الجديد، أصدر أخون زاده قرارًا في اللحظة الأخيرة بعدم السماح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة بعد إكمال الصف السادس. علمًا أنه وفي الأسابيع التي سبقت بدء العام الدراسي، قال مسؤولون كبار في طالبان للصحفيين إن جميع الفتيات سيسمح لهن بالعودة إلى المدرسة. ليرد أخون زاده أن السماح للفتيات الأكبر سنًا بالعودة إلى المدرسة يُعد انتهاكًا للمبادئ الإسلامية.!

أفغانية أخرى تدعى بارفين تحفظت مثل النساء الأخريات عن إعطاء بقية اسمها خوفًا من الملاحقة قالت:

  • لا نريد أن نعيش في سجن. سنترك البلاد.

عبيد الله بهير  باحث زائر في مدرسة نيويورك الجديدة ومحاضر سابق في الجامعة الأمريكية في أفغانستان قال:

  • تحاول هذه المراسيم محو جنس وجيل كامل من الأفغان الذين نشأوا وهم يحلمون بعالم أفضل. ما يدفع العائلات إلى مغادرة البلاد بأي وسيلة ضرورية. كما أنه يغذي المظالم التي ستمتد في نهاية المطاف إلى تعبئة واسعة النطاق ضد طالبان.

ويبقى الختام:

هكذا فعلت وتفعل أميركا بحلفائها… إنها تخرج وتلقي بهم في الجحيم عندما تنتهي أدوارهم بالنسبة لأجندتها في بلادهم.

Print Friendly, PDF & Email
Share