الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

هل تنطلق الثورة على التطبيع من الأردن. 

 

إلى الخليج والسودان والمغرب؟

 

===============

كتب: مالك حلاوي.

===============

 

ما يجري في الآونة الأخيرة من “استغفالٍ” للشعب العربي على امتداد الوطن الكبير، يبدو أنه توقف عند المنقلب الأردني اليوم، لنرى هبَّة جماهيرية تدعو للتفاؤل بقرب إجهاض المشروع الإسرائيلي المتمدِّد في المنطقة، والذي تجاوز حدود التطبيع إلى إقامة الأحلاف التجارية والأمنيَّة والاستخباراتية، وصولًا إلى الأحلاف العسكرية ضد دول المنطقة المعادية للصهيونية.

ما نراه في الشارع الأردني اليوم من تظاهرات مناهضة لمشروع تبادل الغاز والمياه مع العدو واعتبار هذا المشروع احتلالًا للأردن، ليس من الصعب أو المستحيل امتداده إلى دول التطبيع المجاورة والتي تجاوزت كل الحدود في فتح أبوابها للعدو الصهيوني والتعامل معه في أكثر من مجال، وكأن هذا العدو هو الذي سيجلب معه البحبوحة والأمن والاستقرار لهذه البلدان، وهو الذي كادت تصل الأمور بمستوطنيه أنفسهم للهرب من سوء العيش في مستوطناتهم التي تضيق بهم وتدفع بالكثيرين للهرب إلى حيث أتوا، وعلى هذا الأساس تتم رشوتهم ببناء مستوطنات جديدة لهم، رغم اعتراض حلفائهم على إقامة المزيد من مستوطنات باتت تشكّل فضيحة للمدافعين عن “إسرائيل” في الغرب، باعتبارها كيانًا عنصريًا لا يكترث للمواطنين الأصليين للأرض من الشعب الفلسطيني بل يسعى لتهجير من تبقّى منهم وزرع مستوطنيه مكانهم.

انتفاضة الشعب الأردني ضد مشاريع الكهرباء والغاز والماء هذه أعادت الأمل بأن الشعب العربي حيّ ولا يمكن استغفاله بمشاريع من هذا النوع لتمرير الأفكار الصهيونية وتغلغلها في مجتمعاتنا. فكانت أقل الردود هي أن غاز العدو احتلال، هذا في كل شوارع الأردن وجامعاتها ومؤسساتها، وغدًا لن يكون بعيدًا عن المغرب التي وصلها قبل أيام بيلي غانتس وزير الحرب الإسرائيلي لتوقيع اتفاقيات وصلت إلى حد استقدام أسلحة استراتيجية، في مقدمها ما يُعرف بالقبة الحديدية، في حين يرى المطَّلعون أن ما يجري بين العدو والمغرب هو بمثابة إثارة الفتنة بينها وبين جارتها الأقرب الجزائر حيث يُقال إن حربًا باتت وشيكة بين الطرفين العربيين…

أما بخصوص السودان وما جرى من ترغيب وترهيب بالعقوبات، وكان شرط رفعه عن هذه القائمة هو التطبيع وهذا ما حصل، فهو ما يزال تطبيعًا هشَّا يرفضه الشعب السوداني، كما المغربي.. وشوارع البلدين تشهد على ذلك وإن لم تتصدر الأخبار كما هي حال الأردن…

برأينا الشعب العربي شعب واحد وكل من فيه سيرفض هذا التطبيع، وشوارعه سوف تتحرك، من الإمارات إلى البحرين فالمملكة العربية السعودية، التي تقود بنفسها هذه الحالة من تحت الطاولة بانتظار استتبابها واستكمالها لتتحوَّل “صفقة القرن” إلى أمر واقع يتقبله الجميع، وهذا ما يطمح إليه محمد بن سلمان وليد عهد المملكة، لكنه لن يتحقَّق بفضل هذه الصحوة التي ستتدحرج كما كرة الثلج لتقضي على كل الأوهام الإسرائيلية بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الحلم التلمودي المعروف، والذي يستحيل تحقيقه، حتى ولو من خلال عروش الخيانة التي جرى زرعها في عالمنا العربي، ولا بد للشعب من اقتلاع هذه العروش عاجلًا أو آجلًا. فكل بؤرة تتم زراعة الصهاينة فيها واعتبارهم مواطنين أو ضيوفًا أو تجارًا، سيبقون وحسب الشعب الأردني المنتفض عبارة عن احتلال مقنّع لا بد من اقتلاعهم اليوم قبل الغد مع رعاتهم من حكَّام ومسؤولين، وقبل أن تمتد جذورهم في تراب أوطاننا المقدسة.

 

Print Friendly, PDF & Email
Share