الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

إلى فارس وأخواتها

نعم هناك احتلال إيراني.

=============

كتبت: جهينة.

=============

 

غائبٌ منذ الأزل لم تكن له يومًا إطلالة المؤثِّر إنما المتأثِّر، واليوم يُطلُّ علينا تارة باسم رئيس «لقاء سيدة الجبل»، فلا الجبل يعرفه ولا سيدة الجبل، وطورًا يُطلُّ باسم منسِّق الأمانة العامة للرابع عشر من آذار، بعدما صارت عظام 14 آذار مكاحل، وصار هو والأمانة العامة أثرًا بعد عين فلا منسِّق ولا من ينسقون، إنه ابن الراحلة نهاد سعيد، التي أورثته ما ورثته عن زوجها النائب الراحل انطوان سعيد، فحمل في غفلة من الزمن وما يزال لقب نائب سابق…هذا النكرة وأخواتها من أمثال نديم الجميِّل (وله ما يُتبع من كلام) لا تستضيفهم الشاشات إلا لسبب واحد (شتيمة حزب الله وإيران وتوابعهما) ومن يعطيني مقابلة واحدة له ولأمثاله لا يتهجمون فيها على الحزب أو طهران أو سوريا أرفع له القبعة….

هذه النكرة وأخواتها يصدحون اليوم بأغنية “الاحتلال الإيراني”، ربما هذا هو أمر اليوم من شبكة دافيد هيل الماليَّة، والتي توسعت لتشمل شبكة بهاء الحريري وجرذه (جيري)، وآخر ما قاله هذا الفارس بلا فرس  أن السيد حسن نصر الله هو الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، والضارب عرض الحائط باتفاق الطائف وبالدستور وقرارات الشرعية الدولية… وبناءً عليه تفترض هذه النكرة أننا: أمام واقعٍ سياسي أسقطَ لبنان كل لبنان تحت الاحتلالِ الإيراني ووقعنا في المحظور، وصارَ من واجبنا إطلاقَ معركة تحريرِ لبنان…!

وتمتد “معركة تحرير” هذه النكرة إلى رئاسة الجمهورية ورئيسها ميشال عون معتبرًا إياه ليس حَكمًا ولا حاكمًا، مسقطًأ عنه ما اسماه: “ادعاءات رئيسِ الجمهورية ونظرية الرئيس القوي….!

وكما حنَّا كما حنين، فنديمٌ الذي قدَّم الكأس لنا، ليته كان صرحًا من خيالٍ فهوى، فهو ما كان ولم يكن ولن يكون حتى مجرد خيال رجل، إنه مجرد لعبة “التأتأة” التي خبرناها في كل إطلالاتها السابقة، لكن وبعدما خفت هذه “التأتأة” من عشرة كلمات بالكلمة إلى خمسة اهتدى اليوم إلى “سُبابة السيد” المرفوعة وبدأ يرفعها غير عالم أولًا أنو “مش كل من رفع أصبعو كان قدها” أو أن رفع السبابة كما هي حال رفع السلاح وهو  “بيد الـ…. بيجرح”

“ندومة” كرّرت كلام “المفروسة” حول إيران والحزب (وللكلام صلة) بالقول إننا في لبنان: “أمام سلطة إحتلال إيراني ووصاية سلاحٍ غير شرعي تابع لحزب الله، وهو الذي يقرّر من يأتي رئيس جمهورية في لبنان والعديد من الأمور الاخرى، فهو الحاكم الفعلي، والفوضى الموجودة اليوم في لبنان تصبّ في مصلحته، وهو يوزّع الأدوار حاليًا على الجميع”.

لفروسة وندومة وأخواتهما أقول:

لمن لا يرى في لبنان ما تقوم به دوروثي شيا سفيرتكم ومرشدتكم في عوكر، وما قامت به خلال زيارتها إلى غزة البقاعية (راجعوا كلام الشيخ صادق النابلسي) ولا يصف هذه الاعتداءات الأمريكية على الشعب اللبناني حصارًا وتجويعًا وعقوبات بالاحتلال، بل يرى أن طهران بمد يد العون إلى لبنان هي الاحتلال لهذه العاهات والنكرات وأخواتها نقول:

نعم هو احتلال إيراني لأدمغتكم التي تربت على الاحتلالات، والتي قبَّلت أقدام عبد الحليم خدام وغازي كنعان (وسعيد خبيرة بالأمر) للوصول إلى المناصب..

هو احتلال إيراني واحتلال عراقي بالخير القادم لإنقاذكم، وأنتم الذين تمجدون اليوم “مملكة خير” تحتل نفوسكم وتعتقل رئيس حكومتكم وتمنعه لتاريخه من تشكيل حكومته…

هو احتلال إيراني للقلوب المظلومة والمستهدفة واسمعوا صرخاتهم من القدس إلى اليمن، مرورًا بلبنان… لكن أنَّى لكم أن تسمعوا وتعوا وأنتم لا تفهمون سوى لغة الإذعان والإذلال طالما تتلقون الثمن بالرعاية والحماية أو بالمال لا فرق…

Print Friendly, PDF & Email
Share