تصريح للجنة من شهاب الدين
بين البداوة والعيش في أوروبا.
عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة صدر حديثًا رواية “غواي” للكاتبة وفاء شهاب الدين، اختارت الكاتبة موضوعها الروائي هذه المرة عن الثقافة البدويَّة عند عرب مطروح والتأثيرات التي طرأت عليها حين تحولت المدينة ونجوعها إلى مقصد سياحي عالمي… نتجت الرواية عن تعايش قوي بين الكاتبة والمجتمع البدوي حتى أنها صارت ملمَّة بكثير من عاداته وقوانينه ومرجعياته الدينية والقانونية وظهر ذلك جليًّا في الأحداث التي أتت غريبة أحيانًا وصادمة أحيانًا أخرى .
اثارت الكاتبة نقاط مهمَّة ناقشتها بحياد وموضوعية ومنها وضع المرأة في الأعراف وطريقة التعامل معها ومقارنة قويَّة بين وضع المرأة في نجوع العرب في الماضي والآن في محاولة لفهم طبيعة المجتمع المختلف والتغيّرات التي طرأت عليه على مدى سنوات طويلة من الرصد والمتابعة.
قدَّمت الكاتبة للمكتبة العربية عشرة كتب تتنوع بين الرواية والمجموعة القصصية منها: طوفان اللوتس وأورجانزا، تاج الجنيات، رجال للحب فقط، سندريللا حافية، تذكر دوما أنني أحبك، مهرة بلا فارس، شانيل، نصف خائنة وأخيرًا غواي. بعنوانها الفرعي “تصريح للجنَّة”..
من أجواء الرواية:
- أنا لا أتحدى بأفعالي أحدًا، أنا أفعل ما أريد، لا أهتم برأي ولا يُسكرني ثناء، أنا البدوي الذي تربى في أوروبا، أحمل أفضل ما في البادية ويمتلئ رأسي بقيِّم الغرب التي لا يعترف بها شرقُنا البائس، الذي يظن أنه الأفضل والأقوى والأكثر تميُّزًا والذي ينساق أهله خلف أفكار بالية لا تزيدهم إلا شقاءً، ولا يحاولون حتى عرضها على عقولهم خشية الانفلات من القطيع؛ الذي بوجودهم داخله يحميهم. أنا بنظرهم الكافر الذي ألحد بأفكارهم، رغم أن فكرة الإله لا تغادر قلبي أنا الخاطئ الذي لم يلمس امرأة قط بلا حب، أنا السارق الذي كدَّ طوال حياته لتكوين ثروته والحفاظ عليها ولم يمس يومًا قرشًا لا يستحقّه، أنا الشيطان في صورة رجل، بداخلي كل الشرور والملاك الذي يحمل كل قيّم الخير، بداخلي جنة وأبواب جحيم حب وكراهية حلال وحرام.