الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

المملكة وأوامر عمل مدفوعة

لحلفائها الجدد في لبنان

==============

كتب: مالك حلاوي

==============

لم يعد تيار المستقبل وبعض المزايدين عليه من أوساطه المنتمية أو المؤيدة هم الحلفاء المعتمدين فعلًا لدى المملكة العربية السعودية، بل باتت في واجهة الحلفاء أسماء من الرابع عشر من آذار أثبتت دون شك الولاء للخط السياسي للمملكة من باب عدو عدوي هو صديقي، والعدو هنا هو دون شك “حزب الله” ومحور المقاومة من إيران إلى سوريا، هذا المحور الذي كلما حقَّق انتصارات على الأرض كلما ازداد رعب المحور الآخر إقليميًّا، هذا المحور المراهن بمنتهى الوضوح ودون أدنى حرج على الأمريكيين الممثَلين إقليميًا بالعدو الإسرائيلي…

وإذا كان سمير جعجع ليس بعيدًا عن الحضن الإسرائيلي، فإن “جهابذة” الكتائب من الرعيل القديم كانوا أول من استدعى “إسرائيل” إلى نصرتهم في لبنان، وكانت الزيارات إليها والتدريب في صفوفها من أهم عناصر القوة التي بنيت عليها المنظومة العسكرية لحزب “الله والوطن والعائلة”

من هنا فقد استدعت المملكة كلًا من قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى المملكة، بعدما سبق أن وضع السبهان لهما الخطوط الأولية للسير في الركاب السعودي، مقابل الدعم المالي لتمويل حملاتهما الانتخابية، فلمس منهما موافقة مبدئية على التحالف وكانت الدفعة المالية الأولى كبادرة حسن نية، قبل توسيع قائمة التعاون استخباراتيًّا وربما أمنيًا أيضًا، بعدما بات الوضع في لبنان محرجًا جدًا للمملكة، بفعل الانتصارات المتتالية على الأرض، إن على صعيد عمليات التحرير على الحدود أو من خلال إلقاء القبض على الخلايا النائمة تباعًا، أو (وهذا الأهم) عدم الالتفات لكل حملات التهويل على الجيش والقضاء في قضية محاكمة الإرهابيين.

من هنا قال محللون أن المملكة العربيّة السعوديّة ستحرِّض جعجع على فك الارتباط مع  الرئيس الجنرال ميشال عون والتيّار الوطنيّ الحرّ طالما بقي التحالف بين الرئيس وحزب الله قائمًا

أما على صعيد “الجميِّل الصغير” وحزب الكتائب، فالسعودية تجد نفسها معه أكثر اطمئنانًا لناحية القطيعة مع التيار، باعتباره الطرف الوحيد المعارض للعهد، عدا كونه الطرف الذي لا يستسيغ انتصار محور المقاومة في المنطقة، وهو على استعداد للمجاهرة بمعاداته كوسيلة لكسب الشارع من جهة، ولقبض الثمن من المملكة من جهة أخرى، فأوامر العمل التي ستصدر لا بد أن تكون مدفوعة وبأرقام توازي حجم كل طرف و”تطرفه” في الشارع اللبناني

Print Friendly, PDF & Email
Share