الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

المشنوق غير خائف من التوطين

 

و يعتدي على الحريري ورئيس الجمهورية

===============

كتب: مالك حلاوي

===============

توريط رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بات أمرًا متكررًا لن يقدر على إيقافه إلا الحريري نفسه

فمع كل موقف اعتدال وموضوعية يتخذه دولة الرئيس، يقوم المشنوق بنسف هذا الموقف من خلال مواقف تصعيدية ما عادت تقدِّم أو تؤخر فيما يحصل إقليميًا، إنما تلقي بظلالها على الوضع اللبناني المأزوم سياسيًا واجتماعيًّا واقتصاديًا من الانتخابات وفضيحة البطاقات الممغنطة، إلى سلسلة الرتب والرواتب وقرار المجلس الدستوري، مرورًا بالملفات الكثيرة العالقة وفي مقدمها قضية النازحين السوريين، والتي تقوم الحكومة بتجنب البحث فيها بحثًا عن مخارج، خشية الوصول إلى الأمر الواقع المتمثل بالإعلان الصريح عن فشل نهج “صقورها من بقايا 14 آذار”، حتى بعد إعلان الحريري السطور الأولى من هذا الفشل ومن المنابر العالمية “إننا ذاهبون للمشاركة في إعادة إعمار سوريا” وهو إنما يقول ذلك لحجز مكانٍ غير مضمون أصلًا للبنان في هذا الاتجاه، أقله حتى تلمس المزيد من فعل الندامة للساسة اللبنانيين ممن عادوا سوريا ليس لأجل لبنان بل بالنيابة عن دولٍ معلومة

وجاء لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بوزير الخارجية السوري وليد المعلّم، والذي وصفه المشنوق بالإعتداء سياسيًّا على موقع رئاسة الحكومة”، ليشكِّل الاعتداء الأبرز للمشنوق على الحريري نفسه، وكأنه مخوَّل (ومن قبل أجهزة خارجية) بتصويب نهج رئيس الحكومة، وهذا بالطبع غير صحيح، فهو بكلامه هذا إنما هدف إلى تصعيد خطابه الانتخابي، خصوصًا وأن اللقاء  كان مع “إتحاد جمعيات العائلات البيروتية”، هذا اللقاء الذي اختتمه المشنوق بالقول: “أنّنا لا نخاف من التوطين، لأنّنا نثق بقدرتنا على منع حصوله” وكأنه بذلك يغالط كل من تحدث عن هذا الخوف المشروع من التوطين (ونحن أصحاب تجربة توطين غير معلن لنصف مليون لاجئ فلسطيني) بمن في ذلك فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون

Print Friendly, PDF & Email
Share