سابين بعد كريستينا

إمرأة معذّبة وعاشقة مخلصة!

كتب وليد باريش:

… حين قرّرت المغنيّة سابين أن تلعب دور بطولة مسلسل “أحمد وكريستسنا” لم تكن تضرب بالرمل أو تقرأ الفنجان إذا كانت ستترك الأثر الطيّب من هذه التجربة الجديدة عليها، بل كانت تنظر إلى الأمور نظرة الواثقة العارفة بموهبتها ومدى قدرتها على ضخ دم جديد ووجه جديد في شريان وجسد الدراما اللّبنانيّة!

والسؤال هل استطاعت أن تترك البصمة المطلوبة لدى المشاهد؟

والجواب: نعم وبكل تأكيد!

فالفنّان الحقيقي يأخذ نتيجة عمله فوراً سواء بالنجاح أو الفشل الشيء الذي يدفعه باستمرار للتحسين من أدائه ومعرفة أماكن خطأه التي لم تعجبه أولاً ثم لم تعجب الجمهور ثانياً!

اليوم نشاهدها تلعب دورًا مغايرًا في مسلسل”فخامة الشك” من كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج أسامة الحمد وبطولة فؤاد شرف الدين، يورغو شلهوب، أحمد الزين إلسا زغيب، تقلا شمعون، وسام حنّا، جسي عبدو، مارينال سركيس، مجدي مشموشي، يوسف حدّاد، رنده حشمة،…”

سابين تلعب شخصيّة “نور” المرأة المعذّبة التي تعرّضت للإغتصاب منذ الصغر وتعاني من زواج فاشل (يوسف حدّاد) يدخل أمير (يورغو شلهوب) على حياتها فتعتقد أن زمن الأوجاع والخيانة والكراهيّة قد انتهى دون أن تدرك أن أمير اعتمد دخول حياتها لينتقم من عائلة زوجها، لظنه أنّها تسببت بإفلاس والده (أحمد الزّين)، وتقول سابين إن الجمهور سيتعاطف مع نور ويكره أمير لأنّها إنسانة مخلصة، كما تقول إنّها راضية تماماً عن مشاهدها في المسلسل لأن نور بعيدة كل البعد عن كريستينا، وما تحقّقه الآن لا يشبه مطلقاً إطلالتها السابقة في مسلسلها الأول لأن دورها في “فخامة الشّك” يتطلّب عمقاً أكثر في التمثيل، وإتقان في كل مشهد سيما وأنّ أجواء العمل ككل ساعدتها كثيراً لا سيما المخرج أسامة الحمد الذي يُساعد الممثّل ولا يستعجله كما يأخذ وقته في تصوير اللّقطات، والأهم أن موضوع العمل جديد ومكتوب بطريقة مشوّقة جعلت المُشاهد يتعلّق فيه منذ حلقاته الأولى، وهو يتألف من 60 حلقة تجمع بين الشك والخيانة والإخلاص والكراهيّة والأذى والهدوء، وتتشابك الحلقات مع علاقات حب معقّدة مشغولة باٌنتقام ومحكومة بالشّك!

سابين أو نور في “فخامة الشّك” استطاعت أن تتفوّق على كريستينا مسلسل (أحمد وكريستينا) بكل أبعادها وساهمت في هذين العمليّن أن تغيّر وجهة نظر المُتلقي في نجاحها، مجتازة قطوع مسلسلها الأول بكل كلمات النقد والثناء التي أحيطت به، وانطلقت إلى الأمام مثبتة للجميع أنّها مُغامرة قويّة وجيّدة وتُحسن الغوصّ في التجارب الكبيرة لإدراكها أن إسمها مازال نابضاً كمغنيّة في الوسط الفنيّ، ولأنّها تفهم كيف ومتى تحفظ لنفسها خطّ العودة، فالطريقة التي اعتمدتها سابين في خوضها هذه التجارب الصعبة وجعل نفسها محط اهتمام الناس جيّدة في ظاهرها لكنّها خطيرة في محتواها كونها تفهم تماماً أن النجاح المرحلي قد يخربط بوصلة الفنّان إذا لم يدعمه بالهدوء والتركيز والتخطيط الصح والثقة بالنفس، وسابين ومرة جديدة في “فخامة الشّك” تفوّقت على نفسها وشكلت ما يشبه الخطر المدهم على نجمات الساحة لأنّها استطاعت وسط هذه المجموعة من نجوم الدراما التلفزيونيّة والسينمائيّة أن تحقّق حضوراً قوياً غير عادي وتجاوزت بفضل موهبتها والإدارة الجيّدة من مسؤولي العمل أن تجتاز كل الحواجز لتحصد ومنذ الحلقات الأولى النتائج المميّزة، ولهذا وبكل جرأة حقّقت طموحها الواسع ووقفت النّد للنّد أمام تسونامي النجمات!

في الواقع أن سابين صمدت حتى الآن ونجحت وبرهنت للجميع ولكل المخرجين والكتّاب والمنتجين أنّها طاقة فنيّة خام وأكثر من عادية لأنّها لا تؤمن باليأس ولديها حلمها التي تسعى إلى تحقيقه عاجلاً أم آجلاً، هذا الحلم هو رسم صورة الموهبة والقدرة على التكيّف مع أصعب الفنون، لهذا فهي تعيش هذه الأيام ذروة النجاح، تمثّل بإحساس جميل ويتجاوب مع ردّات الفعل والخيانة بصدق ظاهرة لتقول لنا أنها فنّانة تعرف تماماً كيف تكون شاملة!!!