الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

أحمد وكريستينا

 مسلسل لبناني بامتياز

أثلج قلوبنا رغم كل شيء!

كتب وليد باريش:

… لا وجود للحب الحقيقي والرومانسي في عمل كلوديا مارشليان الجديد “أحمد وكريستينا”، المشهد مفتوح مباشرة على سجن التقاليد 1والأعراف، سجن يعود بنا إلى فترة مضت منذ سنوات طويلة حيث الأقفاص المسيّجة بالعادات البشعة وشبابيك من حديد!

لا وجود للغرام في  “أحمد وكريستينا” رغم كل شيء وكل المحاولات للخروج من زنازين العائلات التقليديّة المشحونة بالكراهية والحقد والأجرام والجهل واللّعب على مفردات الحياة!

والعمل الجديد لكلوديا من إخراج سمير حبشي بطولة: سابين، وسام صليبا، 2نقولا دانيال، ألسي فرنيني، جورج شلهوب، … يعود بنا إلى أواخر الستينات عندما بدأت بيروت تعرف حركة بسيطة تدعو إلى المجتمع المدني ونبذ الخلاف الطائفي والديني وظهور ظاهرة “الهبيز”، أما في القرى البعيدة عن بيروت كان الحال مختلفاً، فالاختلاط والزواج من أديان مختلفة كان أشبه بالمحرّمات والمستحيلات بسبب التعصّب الديني!

من بين هذه المعتقدات تلتقط كلوديا حالتين: كريستينا  الفتاة المسيحيّة التي تعيش مع أهلها وداخل أسرة متفككة وحاقدة وجاهلة وأميّة، وأحمد الذي 5يعمل كمصوّر ويعيش في بيروت بعيداً عن أهله المسلمين ويعمل لديه شقيق كريستينا الياس!

 وفي مأتم جدها تقع كريستينا ومن النظرة الأولى في شباك غرام أحمد رغم احتجاج الأهل من الطرفين واحتجاج ابن عمها جرجس القادم من أمريكا ليتزوجها، لتبدأ لعبة الكرّ والفرّ ومحاولات الجميع بما فيهم خوري الضيعة من الوقوف في وجه هذا الحب المجنون والذي اعتبروه محرماً!!!

وأمام ضغط أهل أحمد يتزوج ابنة عمه وتتوالى الأحداث فيقتل خوري الضيعة ويسجن جرجس لتبدأ كريستينا بمساعدة سنا وعايدة الوقوف 3من جديد ومحاولة التأقلم للحياة الجديدة بدون أحمد!

قد تكون كلوديا مارشليان بعملها الجديد ألقت الضوء على أشد المقولات إشارة للنقاش وربما للبلبلة وهي قضية الزواج من غير الدين الذي ما زلنا نتخبّط فيه حتى الآن وربما بقدر أقل من العناء حيث جعلت المشاهد مدفوعاً باتجاه خيارات قد تكون صعبة أو مميتة وعند البعض عادية وقدمت القليل من الكثير أو بعض الشيء من أشياء كثيرة والكثير من الشخصيّات المريضة المعترضة للحدث الرئيسي والكثير من جوهر نماذج تطفو أو بدأت تطفو أو ما زالت تطفو على سطوح مجتمعاتنا من دون أن تغوص بعيداً في مشكلات طائفيّة أخرى وحوارات واحدة مكررة في أكثر من موقع دون أن تضيف للدلالة على رفض الأهل من التأقلم مع ظروف آنية 6تضرب بهم، من هنا نقول أن مسؤوليّة وجود بعض التشوّش في النص وتناقض شخصياته أو سوداويّة حلوله التي تتراوح بين المر فالأشد مرارة، هذه المسؤوليّة لا تقف عند كلوديا بل تتعداه بقوّة إلى بطليّ العمل الأغرار سابين ووسام الذين لم يستطيعا رغم محاولتهما الظاهرة اكتساب جوهر الشخصيّة ولكن الخبرة التي لا يتمتعان بها جعلتهما يخرجان أكثر من مرّة عن النمط المطلوب فهربت منهما الانفعالات وظهرت حالات الوجوه الخالية من التعابير في الكثير من مشاهدهما وحيث غلبت عندهما سمة المبالغة الكاريكاتورية التي نأت أكثر بالشخصيّات عن أن تقارب حدود النموذج المحتمل الوقوع إلى النموذج الشاذ والاستثنائي، وحده طوني نصير استطاع إقناعنا بموهبته اللافتة وبقيت شخصيّة عبدالله تواكب الأحداث من دون الخروج منها!

على أي حال ظهرت جليّة لمسات المخرج سمير حبشي الذي أورد تعديلاته وتدخلاته على الصورة كنموذج لتدخل المخرج الإيجابي بما يخدم مصلحة العمل، ويمكن القول من أن رسم حركة الممثلين مع حركة الكاميرا، وبما يتناسب مع مضمون المشاهد كان متفاوتاً، فبينما كانت هناك مشاهد منفذة بإتقان وحيويّة( عائلة كريستينا، عائلة أحمد، حوارات جرجس، ردّ فعل سنا، مشاهد عايدة وناصر) تابعنا أخرى كان التنفيذ فيها أقل من عادي(معظم مشاهد أحمد وكريستينا)!

الحسنة الوحيدة والأكيدة في هذا العمل أنه لبناني مئة بالمائة ونستطيع أن نقول أنه أثلج قلوبنا رغم كل شيء، ويشارك في بطولته: سينتيّا خليفة، ليلى قمري، يوسف حداد، طوني نصير، مي صايغ، 4جان قسيس، جورج عاد، دارين حمزة، انطوانيت عقيقي، نيكولا مزهر، حسّان مراد، رانيا عيسى، طوني مهنّا، جمال حمدان، منى كريم، جويل منصور، سيرينا الشامي، جوزيف عبود، رامي عبدالله، عبدو شاهين وإدوار الهاشم!!!

Print Friendly, PDF & Email
Share