الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

المغني الساخر إيلي مسعد

 يحارب الفساد بأغنياته

لأن سلاحه صوته

 

كتب وليد باريش:

1… وكأنه ولد ليكون مغنياً ساخراً، وكأنّه صاحب النكتة رقم واحد!

هكذا تُشير الموهبة التي بزغت في فجر طفولته وأشرقت في شبابه وسطعت أكثر فأكثر في كبره!

الغناء بالنسبة إليه حالة تنفيس واحتجاجاً ورفض ومقاومة لكل الأوضاع التي يعيشها ويتقاسمها مع المواطن اللّبناني!

الغناء بالنسبة إليه هو التزام قضايا الناس وإيمان بالوطن والإنسان والسياسة والعدالة التي لا يمكن الاقتراب منها لأنها إذا وجدت على الأرض تُهذّب وتدفع الفنان ليصنع فناً قوياً تعجز أمامه التفاهات!

هو إيلي مسعد عاشق المرح والضحك والذي يحب وطنه لبنان لدرجة لا يستطيع الابتعاد عنه!2

يقول إيلي ابن بلدة “عشقوت الكسروانية” انه سيعيش ويموت فيها  بالرغم من كل شيء وسيبقى في داخله الصبي الذي له تجارب غير سارة مع كل مدارس” كسروان”، والمتخصص “بالتكنيك الإلكترونيك”، وهو من عمر سنتين بدأ العزف على الطبلة ومنحدر من عائلة موسيقية، فأمّه صاحبة صوت جميل ووالده يلعب على ” الكلارينات”، وهو الذي تعلّم على العود دون الاستعانة  بأحد وفي منتصف التسعينات بدأ مشواره مع الغناء!

يقول إيلي أنه يستمد مواضيع أغنياته من تعب الناس ووجعهم ولهذا لها علاقة خاصة بالمجتمع ككل حيث 3يدمج الحالات بالكلمات المحلية لتأتي واقعية وتعبيرية من خلال الأداء لتصير حالات إنسانية عامة تعني الجميع في كل مكان خاصة مع غياب الوفاء تماماً بين الناس وانتشار قلة الأدب والحياء على الفضائيّات التي تسيء لمشاعر المشاهدين!

وبين أغنيات:” زنزلختي، برهوم، ما حدا واعي على حدا، يلاّ يلاّ، هيك وبيك، مهما يزيد مصرياتك، هزهز هزا هيزا، لوكدندو…” وغيرها… يقول كلمته ويمشي!

وبالنسبة للروح الكوميدية في أغنياته يقول  إيلي أنها شخصيتة الأصلية ولا يحاول اختراع “كاراكتير خاص به”، وبالتالي لا يقلّد أحد ويعترف أنّه صاحب نكتة ولو على نفسه وناقد لاذع خاصة عندما لا يستلطف أحد، ويؤكّد أنه في بداية الأمر كانت تصله تهديدات من مجهولين لأن أغنياته تطال شخصيّات مهمة بالدولة غير مسموح “الدق فيها” ، و”لأنو مش سوبرمان” اضطر إلى التخفيف من لهجته وفي بعض الأحيان السكوت التام بناء على نصيحة من أحدهم!!!4

ولأنه يعتبر أن الفن الذي يمارسه فوق كل شيء خاصة فوق السياسة فإن لديه رأيه السياسي الخاص به ويشبه هذا الرأي بالوضع العام التي تشبه الأكلة التي يحبها كثيراً وهي “الغمة” (أي الكروش والمقادم)، و”الحمص بطحينة”، وبرأيّه أن هناك حلّين لا ثالث لهما، أما الذهاب بلبنان إلى الحرب ثم التوصّل إلى حل بعد مئة عام وأكثر، وأمّا تحقيق السلام رغم معرفته أن هذا لن يحدث لأن كل حزب لديه “أيديولوجيته” الخاصة به، لهذا كتب على اللّبنانييّن بكل أسف البقاء في حالة صراع!

وعمّا إذا كانت أغنياته تصل إلى الناس العاديين يُجيب إيلي مسعد بالطبع، لأننا نعيش في زمن نحارب فيه عدواً قوياً وهو الفساد، وهو في كل أغنياته يحاربه وكأنّه ينزل إلى باب جهنم ليسحب الناس إلى فوق ويتابع:

بكل أسف بعض الناس يأخذون الأغنية على أنّها جهنم خاصة وأننا بزمن الموج العالي الذي يمنعنا من الوصول وإذا وصلنا إلى الباب مش عم نعطي مفعول!

وعن كونه مشروع رئيس جمهورية يقول أنه لو وصل إلى الكرسي فإنّ اهتمامه ينصبّ على السياحة أولاً، ولكنه يؤكّد أنه أيضاً لو وصل فإنّه سيستقيل لأن ما يراه بعد مدّة وجيزة أنه لا يستطيع إلاّ أن يقدّم تنازلات للصراعات الموجودة داخل الوطن!

كما  يحزنه أن لبنان أرض خصبة للسياسة والتنازع والتنمير على بعضهم البعض، ولكنه يقول أن هناك أشخاص تليق بهم السياسة!

وعن عدم انضمامه إلى قوافل الممثلين قال إيلي أنه يحب التمثيل كثيراً ولكن المشكلة أن الفنان لا يستوفي حظه من الناحية المادية، سيما وهو الآن –كما يقول دائما- فنياً دون الصفر لأن الفن هذه الأيام يُقاس بالمال وبالفريق الذي يدير المال!

5هذا هو إيلي مسعد، عاقل أم مجنون صادق أو كاذب؟

وهل يحق له بكل ضخامة جسده أن يجن جنونه علينا وعلى الأوضاع وهو يضحك؟

هل يحق لهذا الرجل الذي يسكنه شياطين الأطفال أن يحاكمنا بأغنياته الساخرة الموجعة؟

أسئلة لن نجد لها الأجوبة الشافية ولكننا رغم كل شيء نصدّقه ونحبه، لأنه واحد من الناس الذين يحاولون أن يزرعوا فينا الآمال ولو بأغنية!!!

Print Friendly, PDF & Email
Share