الموقع المتقدِّم للدراما والموسيقى العربية

أبرز الشجارات كان بين إميل رحمة وأكرم شهيِّب


سوريا الحاضر الأكبر في الجلسة الأولى

لاستجواب الحكومة اللبنانية

كتب: مالك حلاوي

لدى خروجه من القسم الأول من جلسة  لمجلس النواب، التي بدأت في العاشرة والنصف من صباح اليوم، ورُفعت إلى السادسة مساءً، رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كعادته في كل مناسبة، حول خوفه من الحملات التي تُشن عليه بالقول:

–         أنا لا أخاف إلاَّ من رب العالمين…

هي جلسةُ تمتد لثلاثة أيام (الثلاثاء الأربعاء والخميس في 17 و18 و19 نيسان الجاري) كان قد مهَّد لها رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري،. وأراد من خلالها توجيهَ إنذارٍ لحكومة الرئيس ميقاتي للخروج من حالة الجمود المسيطرة على أكثر من صعيد، بينما تلقفتها المعارضة اللبنانية، ممثلةً بقوى الرابع عشر من آذار،  لتكون أبعد بكثير من مجرد جلسةِ استجواب للحكومة، أرادوها جلسةَ إسقاطٍ للحكومة بكلِّ مكوناتها، بالرغم من تأكيدات النائب وليد جنبلاط أن موضوع طرح الثقة بالحكومة غير وارد، لكن قيل كل الكلام الذي تعوَّدنا سماعه منذ بداية تشكيل هذه الحكومة: من استعادة أنشودة “القمصان السود” إلى السلاح المصوِّب باتجاه الرؤوس، وليس انتهاءً بسيطرة الحزب الواحد “حزب السلاح” وصولاً إلى النغمة الجديدة حول عودة الاحتكام إلى عنصر الاغتيالات لتغيير المعادلات..

ففي حين قيل سابقاً إن الرئيس بري منزعجٌ من تأجيلِ بند “تعيين القضاة الجدد- المنتمين إلى الأكثرية- لملء الشواغر في ديوان المحاسبة، رغم مناقشة هذا البند من قبل النواب في الهيئة العامة” تبين أن منحى الجلسة جاء مغايراً، وهذا ما بدا واضحاً من خلال كمِّ الكلمات التي تسابق في تصعيدها “حمائم المعارضة” أكثر من “صقورهم”، هذا عدا عن المداخلات والتعليقات والكلام “في النظام” وكلام “ضد النظام”، أعلن دولته سحبه من “سجل الجلسة”، خصوصاً ما تضمن منه اتهاماتٍ مباشرة لهذا الفريق أو ذاك، ومنها قول النائب مروان حمادة إن “مالكي محطة الباروك هم من التيار  العوني ولديهم شريك من “حزب الله”، الأمر الذي نفاه الطرفان (نوار الساحلي عن حزب الله وإبراهيم كنعان عن التيار الوطني الحر).

ولأن حمادة هو “بارومتر” كلام المعارضة وتطلعاتها وأهدافها نقتطف من كلمته “المسار” الذي سلكته وسوف تسلكه الكلمات الأخرى لـ14 آذار:

يقول حمادة، الذي اعتبر في استشرافه لمشروع إسقاط الحكومة إننا أمام حكومةٍ تشكلت في ظل السلاح من المهيمنين والخائفين واللامبالين:

–         هل نحن أمام مشهدٍ مماثل للعام 2005…..لحكومة يختلط فيها القضائي والأمني مع الإرهاب والفضيحة…. وهل نشهد انهياراً يطيح بكل أساسات وبنيان الحكم؟!

وفي تصويبه على حزب الله قال حمادة:

–         يراد منا خريفٌ “نجادي” وشتاءٌ “أسدي” في ظل الربيع العربي…

أما فيما بدا أن هذه الجلسة هي أولى بوابات الدخول للإنتخابات النيابية المقبلة فيقول حمادة، بعد حملةٍ جاءت مديحاً من باب الذم باتجاه الرئاسة الأولى التي اعتبرها مغلوباً على أمرها، قبل أن تستفيق وترد مؤخراً في جلسة الحكومة:
– …..الجواب سيأتينا في الانتخابات النيابية، وان الاستحقاقَ آت ليرد على الانقلاب الذي وصل إلى حد غير معقول…. نحن لن نقبل أن يحل السلاح مكان الديمقراطية، والرصاص محل الاقتراع…. لكن إذا كانت هذه الحكومة ستُشرف على الانتخابات فلا انتخابات في لبنان…. وأرجو أن لا يُفهم كلامي على أنني أدعو للتجديد لمجلس النواب الحالي، بل لأن تكون انتخابات 2013 انتخابات قائمة على قانون عادل لا يهيمن عليها السلاح.

سورياً قال:

–         لا تصدقوا أن لنظام الأسد ذرة أملٍ في البقاء…

 ربما هذا الكلام وتردداته الكثية في “خطابات” المعارضة، ما دفع بالنائب نوار الساحلي في كلمته للتساؤل:

–         هل هذا الكلام ينسجم مع البيانات الوزراية في العلاقة مع سوريا، وهل يخدم لبنان هذا الأسلوب والوصول به إلى النهاية  “دون حساب خط االرجعة”؟؟

في العموم فإن جلسةُ الاستجوابٍ هذه رفع من وتيرتها هذه المرة خبران أو لنقل حادثان:

 الأول محاولة اغتيال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.

والثاني حادث استشهاد مصور تلفزيون “الجديد” علي شعبان.

وإذا كان الحادث الأول ما يزال يراوح بين كونه “حادث اغتيالٍ فعلي” ينبغي التعاطي معه بجدية و”خشية”، وهذا ما لم تبده المعارضة نفسها، وبين أن يكون حادثاً مركَّباً، أو على الأقل حادثاً عابراً لأحد الهواة (عكس تقديرات جعجع وفريقه، بوجود جهات دولية محترفة تقف خلفه)، في هذا الوقت تحوَّل الحادث الثاني “استشهاد شعبان” إلى “قميص عثمان” بوجه النظام السوري، الذي كانت الجلسة وكأنها جلسة استجواب لهذا النظام، لدرجة أن أحد النواب رد على كلام النائب مروان حمادة بالقول: “هنا البرلمان اللبناني وليس السوري”، عندما استفاض حمادة في تأكيد “سقوط النظام السوري” مطمئناً المعارضة السورية من جهة، والمعارضة اللبنانية من جهة أخرى بان أيام النظام باتت معدودة “بفضل الصمود الرائع للمعارضة” دون أن ينسى تعداد المدن والمناطق السورية جرياً على عادة جماعة 14 آذار في الآونة الأخيرة، ممن بدا واضحاً أنهم يعتمدون على “الجغرافيا السورية” من باب حفظ مواقع بلداتها وجبالها ووديانها، أكثر بكثير من حفظ التاريخ واتخاذ العبر منه…

هذا وباستثناء الشجار الذي حصل بين النائب إميل رحمة، والنائب أكرم شهيب،

وعلى نفس خلفية الشجاار بين حمادة وكنعان والساحلي، لمرت الجلسة الأولى بدون أي “إثارة” واضحة المعالم، بالرغم من الكثير من التهجمات والتي خرجت عن السياق السياسي المطلوب لتصل إلى حد الذم والقدح، وبالأخص بحق الوزير جبران باسيل..

الشجار بين رحمة وشهيِّب نقلاً عن الجديد


Print Friendly, PDF & Email
Share